كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أثر المعصية على الثناء والإستحقاق]

صفحة 228 - الجزء 3

  تريد بالطبيعيين؟ ومن هم؟

  وقد نقد الجمع بين الله وسواه في الضمير، وقد أتى في قوله من ذلك بكثير، فقال: «قد خالفت الله ورسوله فيما قالاه، وابتدعت ديناً لم يذكراه»؛ فنقدت على غيرك، وغفلت عن منقود نفسك.

[أثر المعصية على الثناء والإستحقاق]

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «وليت شعري كيف يتوقف المتوقفون في معصيتهما، وأنهما من أهل الجنة» وأعاد⁣(⁣١) ذكر ما أثنى الله تعالى به على المؤمنين ورسوله، وقد كررنا الجواب عن ذلك - بما ضاق به ذرعه، حيث لم يجد له جواباً، ولا بقي معه يصوب خطاباً، فجعل جوابه الأذية لا غير - وهو: أن ما وقع به الثناء والبشارة لمن لا يأتي بكبيرة محبطة أمر مستقيم، لا تغيير لمخبره ولا تبديل، ومن خالف ما لأجله استحق الثناء الجميل والبشارة بالجنة، وغير وبدل وعصى بعد طاعاته، واستبد بأمرٍ غيرُه أولى به منه - لم يبق ذلك القطع الذي كان في حال السلامة، ومن بدل وخالف على إمام الحق وحاربه فسق بلا كلام.

  فالأول منهم من كان معصوماً كعلي # ومن استقام معه على الحال التي فارقوا عليها رسول الله ÷ من أهل الكساء. والثاني: تخاليط المشائخ الثلاثة. والثالث: من خرج على علي # وحاربه كطلحة والزبير وسواهما، ممن قتله علي #، ومن تاب تاب الله عليه، وهو سبحانه تواب رحيم.

  وأما من وجب عليه الحد على سبيل النكال والعقوبة والاستحقاق، فيقطع أنه لو كان من أهل الجنة لما جازت عقوبته مع استحقاقه الجنة، ولا لعنه وذمه مع استحقاقه التعظيم والإجلال؛ لأن ذلك يتنافى، فعلمنا بذلك أنه لم يبق له حسنة تدفع الاستحقاق والإهانة، ولا بقي يستحق ثواباً مع استحقاقه العقوبة،


(١) بداية جواب الإمام #.