كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام محمد بن القاسم الحسيني (ع)]

صفحة 666 - الجزء 1

  فإن كنت من أهل الدين وممن يلاحظ حفظ رسوم الإسلام علمت المراد بك وأين سبيل نجاتك، ولأن هذه الجملة ونحوها رواها محمد بن جرير في تاريخه وقد جهد في ترقيع أحوالهم وسترهم إلى أن بلغ الغاية، ولكن صار كما قيل في المثل: اتسع الخرق على الراقع.

ذكر أيام المعتصم، ومن كان بإزائه من العترة الطاهرة (ع):

  بويع له بالخلافة يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة ومائتين، واسمه: محمد ويكنى أبا إسحاق، وأمه أم ولد يقال لها مارد، وقد جاءت بشيطان مارد.

  ابن هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، وكان فيه نهضة وقوة وشجاعة وحزم وهو في اللهو على منهاج من سبقه من أهله.

[الإمام محمد بن القاسم الحسيني (ع)]

  وفي أيامه ظهر الإمام الفاضل الطاهر العالم الزكي الزاهد الذي يقال له: صاحب الطالقان، وهو: محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - سلام الله عليهم -، وأمه: صفية بنت موسى بن عمر بن علي بن الحسين، ويكنى أبا جعفر.

  وهو الذي كانت العامة تلقبه الصوفي؛ لأنه كان يلبس ثياب الصوف الأبيض، وكان من العلم والفقه في الدين والزهد وحسن المذهب في الغاية، وهو القائل بالعدل والتوحيد والداعي إليه، وهو قدوة في الزيدية الجارودية.

  ودعا بخراسان فاجتمعت إليه الزيدية، وأهل الفضل من المذاهب، وانطوى ديوانه على أربعين ألف مقاتل من خلصان أهل الأديان، وله وقعات كثيرة مع آل طاهر، كانت له اليد عليهم فيها، وكان يكره سفك الدماء.

  وكان ظنه بالأمة جميلاً، وقال: كنت أظن متى دعوت لم يختلف عليّ اثنان، ولما رأى كثرة القتلى من أعدائه قال لأصحابه: قد هممت بالتخلي، فقالوا: إن