كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في حديث إن علي بن أبي طالب راية الهدى الخ وما يتصل بذلك مما يدل على أن احدا من الصحابة لم يبلغ رتبته #]

صفحة 196 - الجزء 4


=

[الكلام في حديث إن علي بن أبي طالب راية الهدى الخ وما يتصل بذلك مما يدل على أن احداً من الصحابة لم يبلغ رتبته #]

قال ¥: اخرج أبو يعلى وسعيد بن منصور عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ÷: («الحق مع ذا الحق مع ذا يعني علياً»، وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس أنه ÷: قال) [ما بين القوسين زيادة من شرح التحفة، ولعله سقط من الأصل. أفاده الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #] «يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إليّ عهداً في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني» [الكنجي في الكفاية (ص ٦٤) وابن المغازلي في مناقبه (ص ٤٩) رقم (٦٩) نحوه من حديث طويل]، تمت من شرح التحفة.

وهذا صدر الحديث الثالث الذي ذكره ابن أبي الحديد، تمت.

[فائدة جليلة ذكر فيها ابن ابي الحديد (٢٤) حديثاً في علي (ع)]

قال ابن أبي الحديد |: واعلم أن أمير المؤمنين # لو فاخر بنفسه، وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله، بفصاحته التي آتاه الله تعالى إياها، واختصه بها، وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة، لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق ~ في أمره، ولست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة التي تحتج بها الإمامية على إمامته كخبر الغدير، والمنزلة وقصة براءة وخبر المناجاة، وقصة خيبر، وخبر الدار بمكة في إبتداء الدعوة ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصة التي رواها أئمة الحديث التي لم يحصل أقل القليل منها لغيره.

وأنا أذكر من ذلك شيئاً يسيراً مما رواه فيه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه، وجلهم قائل بتفضيل غيره عليه، فروايتهم فضائله توجب سكون النفس ما لا توجبه رواية غيرهم:

الخبر الأول: [إن الله قد زيّنَكَ]

«يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار عند الله تعالى الزهد في الدنيا، جعلك لا ترزء من الدنيا شيئاً ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضوا بك إماماً» [ابن المغازلي (ص ٨٤) رقم (١٤٨) الكنجي (ص ١٦٦) المحب الطبري (ص ١٠٠) مجمع الزوائد (٩/ ١٢١) وقال: رواه الطبراني، حلية الأولياء (١/ ٧١)].

رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف (بحلية الأولياء)، وزاد فيه أبو عبدالله أحمد بن حنبل في المسند: «فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك».

الخبر الثاني: [حديث: لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلاً]

قال لوفد ثقيف: «لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلاً مني، أو قال عديل نفسي، فَلَيضْرِبَنَّ أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم»، قال عمر: فما تمنيت الإمارة إلا يومئذٍ، وجعلتُ أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا، فالتفتَ فأخذ بيد علي # وقال: هو هذا، مرتين.

=