كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[معنى حديث: لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب، وطرقه]

صفحة 632 - الجزء 3

  الصلاة أرسله، فقال: رواه عدة من الصحابة، وأرسل حديثين رواهما عن الطبري مرسلين في بيعة علي، والآخر في تاريخ بيعة أبي بكر يوم الوفاة، وأنه لم يخالف أنه حكاه مرسلاً، وكذلك أرسل حديث الشهادة ما سلك⁣(⁣١) فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً غير فجه ... إلى آخره.

  فهذه الآثار رواها مرسلة في رسالته، فأوردناها ليعلم صحة ما ذكرنا من إرساله إياها، وذكرنا من كل حديث الكلمة تنبيهاً، مخافة التطويل الذي قد حمل عليه، لا لأنا ننكر جواز الإرسال فهو مذهبنا، ورأي الجمهور من آبائنا $، ومن شاركهم في ذلك من علماء الأمة، وعادة أهل العلم في المحاورة والمخاطبة والتصانيف عموماً، وكتبهم بذلك شاهدة.

  ومع إجماعهم على ذلك أجمعوا على أنه لا يجوز رواية شيء من العلم عن رسول الله ÷، ولا الحكاية عن أحد من الخلق، ما لم يكن لراوي ذلك طريق يوصله إلى من روى عنه فإن فعل ذلك فاعل عُدّ من الكاذبين، وخرج عن زمرة الصالحين، وسلك غير سبيل المؤمنين.

  وقد بينا للفقيه مذهبنا في الكذب، وأكدنا بلعنة من يستجيزه منا ومن الخلق أجمعين؛ ثم رأينا وضع الفقيه لجوازه في رسالته الخارقة: قال لكتمان بعض النبيين، وغرضه الاستدلال أن القبيح في حال يكون حسناً في أخرى، وذلك لا يصح لمنع الدليل عنه؛ فتأمل ما ذكرنا لك بعين اليقين لتفوز مع الفائزين.

[معنى حديث: لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب، وطرقه]

  وأما قوله: قال القدري: وأما ما حكاه عن الإمام # من الزيادة في الأخبار التي تدل على فضل علي #، واعتراضه على شيء منها بما لا يليق به؛ ففيه أمارة على بغضته وتعصبه.


(١) أي عمر.