[رواية عمار في علي (ع) وكلامه في راية معاوية]
  ولده، وأول الناس له اتباعاً، وآخرهم به عهداً، يخبره بسره، ويشركه في أمره.
  وأنت عدوه وابن عدوه، فتمتع بباطلك ما استطعت، وليمد لك ابن العاص في غيّك فكأن أجلك قد انقضى، وكيدك قد هوى، ثم سيبين لك لمن تكون العاقبة العليا.
  واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده، وأيست من روحه، وهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرور، وبالله وبرسوله عنك الغنى، والسلام على من اتبع الهدى.
  فكتب معاوية يجيبه: من معاوية بن أبي سفيان إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر، سلام على من اتبع الهدى، والكتاب طويل نذكر زبدته، قال فيه: ذكرتَ فضائل علي بن أبي طالب، وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله ÷ وصهره له ومواساته إياه في كل حرب وهول، وكذلك كان، وقد كنا وأبوك في حياة نبينا نرى فضل علي بن أبي طالب لازماً لنا ومبرزاً علينا، فلما اختار الله لنبيه ما عنده، وأنجز له ما وعده، قام بالأمر أبوك أبو بكر وشايعه عمر، ثم دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عليهما وتلكأ، فهمّا به الهموم، وأرادا به العظيم، حتى بايع لهما وهو كاره، لا يشركانه في أمرهما، ولا يطلعانه على سرهما.
  وقال فيه: فإن يكن ما نحن عليه صواباً فأبوك أوله، وإن يك جوراً فأبوك أسّسه، ونحن شركاؤه، بهديه اهتدينا، وبفعله اقتدينا، والسلام على من تاب ورجع، وعن سبّ أبيه ارتدع.
[رواية عمّار في علي (ع) وكلامه في راية معاوية]
  وقد ذكر الفقيه في عمار شيئاً من الفضائل؛ فأحببنا أن نروي له شيئاً من كلامه - رضوان الله عليه - مما رواه الأصبغ بن نباتة أنه خرج في بعض أيام صفين والقراء محدقون به حتى دنا من مقام علي # في الصف ثم وقف فقال: ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ÷ في هذا الواقف - يعني علياً