[بعض ما أظهره الإمام من صفاته للاحتجاج وإنصافه لأهل المذاهب والملل جميعا]
[بعض ما أظهره الإمام من صفاته للاحتجاج وإنصافه لأهل المذاهب والملل جميعا]
  وإمام الشيخ(١) الذي رد عليه الفقيه ادعى الإمامة قام ودعا، وادّعى على من يعاشره من حال طفولته إلى وقت دعوى الإمامة طهارة المنشأ، وأنه لم يرتكب قبيحاً ولا محظوراً، ولا زايل شرعة الإيمان، ثم عرض نفسه على العلماء فما بقي في العلم بحر حتى سبح في مائه، ولا جو إلا طار في أرجائه، عرف ما عرف أهل العلم وما جهلوا، وبين معاني الكتاب والسنة، ومن الله سبحانه في ذلك المنة.
  ودون منصبه فلق الصباح، إنما هو من جحجاح في جحجاح، إلى النبي المصطفى والوصي المرتضى الوضاح، من شق المقانب، وهزم الكتائب، يسترعف به عسكره في المواطن التي تزول فيها الأقدام، مع السماحة بماله، وكمال خصاله، مما لو شاء لعينه، ومن طلبه تبينه، ولولا إلجاء الضرورة إلى ذكر ما ذكرنا لكرهنا ذلك، ولكن فقد قال عمنا يوسف # لما ألجئ إلى مثل ذلك: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ٥٥}[يوسف]، فما ترد على من ادعى الإمامة وحاله ما ذكرنا، أيستحق الإمامة أم لا؟
  ثم نقول للأمة جميعاً ولسائر أهل الكتب وملل الكفر: هلم إلى الجدال بالتي هي أحسن؛ فإن لم أقم لكم بالبرهان، وأكسر ما أنتم عليه بما لا تنكرونه من كتبكم، ولا يمكنكم دفعه على مقتضى أصولكم، ولا أحتجب دونكم، ولا أناظر أهل العلم إلا بما يوجبه العلم، ولا أنتضي السيف على من تسلح بالعلم.
  فكيف عن الإمامة تدفعه، وبماذا تمنعه، إلا أن تأتي ببراهينك الأولة، وأنك وجدت نقطة تحت الحاء تنبيء عن الجيم، أو وجدت ياء في موضع الألف! وما جانس ذلك مما أصاب فيه الكاتب، فخطأته أو أخطأ فيه لجهله في الكتابة والإعراب، أو سها مثل ما يجوز وقوعه من العلماء الكبار، الذين لا يشق لهم
(١) إمام الشيخ: المقصود به الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #، والمقصود بالشيخ محيي هو الدين القرشي ¦.