[حوار حول آية المودة ودعوى الفقيه أنه يحب أهل البيت]
[حوار حول آية المودة ودعوى الفقيه أنه يحب أهل البيت]
  وأما حديث ابن عباس الذي رواه(١) ¥ في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، قيل: يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا موالاتهم؟ قال: «علي وفاطمة وابناهما».
  قال(٢): «فهذا الحديث تعذر صحته، والحق لا يفتقر في الصحة إلى تصحيحه، فمن لم يحب علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقد ضل سواء السبيل، واستحق الخزي الوبيل، وظلم محمداً ÷ أجره، وقد ورد الوعيد في ظلم من ظلم أجيراً أجرته فكيف بمن ظلم خاتم المرسلين ÷؟ ونحب من كان أولادهم على مذهبهم وطريقتهم إلى أن تقوم الساعة، لكن علامة محبتهم موافقتهم في أقوالهم وأفعالهم». هذا قوله.
  ونقول(٣): إن هذا إجماع منا ومنه فلا يحل مخالفتهم بحال من الأحوال، ووجوب محبتهم واتباعهم باق إلى انقطاع التكليف، وقد لعن الله تعالى مخالفيهم، وبين رسول الله ÷ أنهم حربه بقوله: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم» وقد علم الكل أن معاوية كان محاربهم في أيامه وباغضهم، وكذلك ولده اللعين، ومن كان من أهل بيته فهو عدو لمن عاصره من ولد الحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
  وكذلك بنو العباس أعداء لذرية الحسن والحسين @ من ظهور دولتهم إلى هذا الأوان، وقد ذكر الفقيه أن من لم يحبهم فقد ضل عن سواء السبيل، واستحق الخزي الوبيل، ثم نقض ذلك لتعظيمه لمعاوية، وأمه الهاوية، سلك في أمر يزيد الجبار العنيد، مسلكاً عن الحق حده بعيد؛ فما عذره عند ربه.
(١) أي رواه الفقيه العلامة أحمد بن محمد بن الوليد القرشي.
(٢) أي فقيه الخارقة.
(٣) جواب الإمام # على الفقيه.