[من أقوال زين العابدين (ع) وولده الباقر (ع) في فضل أمير المؤمنين (ع)]
  «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فوالله ما على ظهرها مؤمن يؤمن بالله، واليوم الآخر؛ إلا ولنا في عنقه حق، إن أنكره فذهب إيمانه، أو عرفه فثبت إيمانه».
  فهذا كلام محمد بن علي @ فما ترى قد روى محمد بن علي: «وعاد من عاداه» أفهل عاداه معاوية أم والاه؟ وهل استجيبت دعوة محمد أم ردت؟ ما ترى في هذه الأمور المشكلة؟ أم تنفيها بعلمك الثاقب؟ إن قلت هذا مقتك سادات الرجال؛ لقد صرت بين حاذف وقاذف(١).
  وبه وحدثني محمد بن عمر بن محمد السميري قال: حدثنا إسحاق بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا مندل، عن إسماعيل بن سليمان، عن أبي عمر مولى بشر بن غالب، عن ابن الحنفية # في قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ٤٣}[الرعد]، قال: (هو علي بن أبي طالب - عليه الصلاة والسلام -)(٢)؛ فهذا عِلْمُ آل علي وعَلِيٍّ، فَخَطِّ أو صوب، وما ترى إن قالوا كذا، وقال الناس غيره، من أولى بالإصابة؟
[من أقوال زين العابدين (ع) وولده الباقر (ع) في فضل أمير المؤمنين (ع)]
  ومن قول زين العابدين علي بن الحسين @: أخبرنا الفقيه معين الدين
(١) النّاس بين خاذف وقاذف. أي خاذف بعصا، أو قاذف بصخرة: أي هم في شرّ ومكروه عظيم. ويروى «حاذف» بالحاء. اهـ (الأمثال للهاشمي).
(٢) [روى نزول: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ٤٣}، في علي (ع): الحاكم في شواهد التنزيل (١/ ٣٠٧) والقندوزي في ينابيع المودة (١/ ١٢٠)].
(*) قال ¦ في التعليق: وقد مرّ رواية الإمام لهذا الحديث من طريقة ابن المغازلي عن أبي جعفر، وفيه زيادة. وكذا روى الحاكم أبو القاسم بسنده إلى أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}، قال: قال رسول الله ÷: «هو علي ابن أبي طالب». ورواه عن ابن عباس، ومحمد عن محمد بن الحنفية وعن أبي صالح من طريقين، وعن أبي جعفر، وقال أبو صالح، قال ابن عباس: (والله هو علي بن أبي طالب). تمت (شواهد تنزيل). ورواه الثعلبي في تفسيره عن محمد بن الحنفية، وقد تقدم في حاشية الجزء الأول.