كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام أحمد بن عيسى بن زيد (ع)]

صفحة 687 - الجزء 1

[القاسم بن عبدالله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)]

  وممن عاصره⁣(⁣١) من أهل البيت $ الفضلاء: القاسم بن عبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ظفروا به فحملوه إلى سر من رأى وساموه لبس السواد فامتنع عليهم ولم يزالوا حتى توسط بينه وبينهم على أن يلبس شاشية سوداء فلبسها، وكان فاضلاً.

  قال أحمد بن سعيد: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: سمعت أبا محمد إسماعيل بن محمد يقول: ما رأيت الطالبيين انقادوا لرئاسة أحد انقيادهم للقاسم بن عبدالله.

  وقال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: دخلت أنا والقاسم بن عبدالله نغسل أبا الفوارس عبدالله بن إبراهيم بن الحسين وقد صلينا الظهر، فقال لي القاسم: هلم نصلي العصر فإنا نخشى أن نبطئ، فصليت معه فلما فرغنا من غسله خرجت فقست الشمس فإذا ذلك أول وقت العصر فأعدت الصلاة فأتاني آت في النوم، فقال لي: أعدت الصلاة وقد صليت خلف القاسم أهدى من قِبَلَك.

  ولما عظم حاله عند الكل دس إليه المتوكل أو بعض أصحابه طبيباً قد طلى السم في يده واحتال لدفع ضرره عن نفسه، فلما وصل إليه سأله عن حاله وجس يده، فيبست يده من غير علة وما زال وجعها يتزايد إلى أن مات؛ ولا ذنب له عند القوم إلا صلاحه وولادة النبي ÷.

[الإمام أحمد بن عيسى بن زيد (ع)]

  وأحمد بن عيسى: وهو أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ وكانت وفاته في أيام المتوكل بعد دعائه إلى الله ø واستجابة كثير من الخلق له.

  وكان فاضلاً عالماً زاهداً ورعاً عابداً ناسكاً، حج ثلاثين حجة من البصرة


(١) الضمير للمتوكل.