كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بعض الأخبار المسندة الدالة على أن الشفاعة لا تكون لأحد من الفساق]

صفحة 663 - الجزء 3

  وقوله ÷: «لا يدخل الجنة جبان، ولا بخيل، ولا منان، ولا سيئ الملكة».

  وفي خبر الميزان: «إن خف ينادي الملك: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً» وقوله ÷: «الجنة حرام على فاحش أن لا يدخلها».

  وأمر ÷ بلالاً ينادي: «إن الجنة لا تحل لعاص - ثلاثاً -» إلى غير ذلك مما قدمنا ذكره، وذكر طرقه، وأمثاله، مما لو استقصيناه لطال الكتاب به.

  فنقول في تأويل خروجهم من النار: إن المراد بذلك استحقاقهم لها وإن لم يدخلوها، وذلك شائع⁣(⁣١)، وقد قال تعالى: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}⁣[آل عمران: ١٠٣]، وأراد بذلك الاستحقاق، وكما روي أنه ÷ سمع قارئاً يقرأ قل هو الله أحد فقال: «أما هذا فدخل الجنة».

[بعض الأخبار المسندة الدالة على أن الشفاعة لا تكون لأحد من الفساق]

  ومما يؤكد ما قدمنا من الآيات والأخبار الدالة على خلود الفساق في النار، ما رويناه في أن الشفاعة لا تكون لأحد من الفساق، وذلك كثير، ولا بد إن شاء الله تعالى من حكاية ما يحتاج إلى ذكره في هذا الموضع، وإن كنا قد قدمناه قبل هذا.

  فنقول: روينا من طريق أبي القاسم ناجية بن محمد بن عبدالجبار التيمي | مما انتخبه للشيخ الإمام الزاهد طاهر بن الحسين بن علي السمان | ابن أخ الشيخ أبي سعيد الزاهد السمان ¦ فمن ذلك: ما يبلغ به أبا أمامة، قال: قال رسول الله ÷: «صنفان من أمتي لن⁣(⁣٢) تنالهما شفاعتي، ولن أشفع لهما، ولن يدخلا في شفاعتي، سلطان ظالم غشوم، وغال في الدين


(١) قال ¦ في التعليق: أما في حديث أنس فلا يحتمل هذا التأويل، فمع معارضته للقاطع يرد إن لم يمكن تأويله إلا بتعسف.

لعل الإمام أراد بقوله: فيما يأتي (وأما النوع الآخر) هو هذا أعني ما في حديث أنس.

(٢) لا (نخ).