كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[صلاة فقيه الخارقة وثناؤه على الخليفة العباسي والرد على ذلك]

صفحة 94 - الجزء 2

  وهذا مما نتفق عليه؛ لأن من خالف آباءه الطاهرين لم يستحق صلاة المصلين، بل يستحق لعنة اللاعنين، واتباع الهوى إنما هو في المشتهيات، وضلالات الضال من أهل هذا البيت إنما هي في إيثار اللذات.

  فأما في الأعمال والاعتقادات فمسلكهم أضيق المسالك؛ لأنهم لا يداهنون أرباب الممالك، ولا يشايعون أهل المعاصي، ولا تُعرف عندهم الملاهي ولا اللذات، إنما هي عبادة رب الأرباب وإجادة الضراب حين الضراب، ويعتقدون أن من عصى الله بمعصية كبيرة خلده في أنواع العذاب⁣(⁣١)، فأي هوى في هذا أو رخصة تراهم مالوا إليها؟ وهم ينقلون دين آبائهم نقلاً متصلاً إلى الرسول ÷ كما قدمنا ذكره في موضعه من أول الكتاب؛ فمن أولى منهم بإصابة الحق والكون على الهدى؟ وقد علم المنصفون أن الكفار هلكوا لتعصبهم على دين آبائهم وهو الكفر الصرف، فكيف يخرج أولاد محمد ÷ عن دين محمد ÷ وهو الحق المحض؟!

  ونقول: لعن الله من رماهم بخلاف آبائهم الطاهرين وأجزاه جزاء متصلاً بجزاء يوم الدين، قل آمين، فقد قلت آمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين.

[صلاة فقيه الخارقة وثناؤه على الخليفة العباسي والرد على ذلك]

  قوله: «وعلى العباس بن عبد المطلب عم خير بريته، الذي استُنْزِلَ السحابُ بِدعوتِهِ، وأخبر النبي ÷ بفضيلته، وجعل الخلافة إلى أن تقوم الساعة في ذريته، وعلى خليفة عصرنا وواحد دهرنا الذي زين الله العالم بخلافته، ولاحت شمائل دلائل النجابة من نَجَابته، وسَلَّم المظلومين من الظالمين بحسن نظره، وخاف المنافقون من شبا سيف سطوته، الفتى المستخرج من عنصر نبيك،


(١) قال ¦ في التعليق: هذا مما يعلم به أن الإمام في قوله بالموازنة يقول: إن الأعمال الصالحة لا ترجح على الكبيرة ولا تساويها، وإنما تسقط بقدرها من عقاب الكبيرة، ويبقى ما يوجب الخلود في النار فتأمل، تمت.