كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام يزيد بن معاوية ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 474 - الجزء 1

  ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوماً من يوم تخلى الحسن # من الأمر.

[ذكر أيام يزيد بن معاوية ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

  وبايع الناس يزيد الرجس بعد موت معاوية، وكانت أيامه تسمى الشؤم لأنها أُصيب فيها ابن رسول الله ÷ الحسين بن علي # الذي بكت عليه الأرض والسماء، وقطرت - كما روينا بالنقل الصحيح - دماً، وأهل بيته الطاهرين⁣(⁣١) - سلام الله عليهم - وحُملت نساؤهم إلى الشام كالسبي المجلوب، وقتل من أولاد المهاجرين والأنصار ستة آلاف قتلى حرة واقم⁣(⁣٢) وأُبيح حرم رسول الله ÷ وأوطيت الخيل حوامي قبره، وحصر بيت الله الحرام وأهله، وحرق بالنار حتى كان يختفق من هبوب الريح، فذلك الذي هاج ابن الزبير إلى عمارته، فأي حرمة لله لم تنتقض في أيامه.

  فأما ابتداء إظهار معاوية لأمر يزيد ومحاولة عقد الخلافة له فمن سنة ست وخمسين، وأمر إلى أخيه من العهر زياد - الذي كفر عند المحصلين من علماء الإسلام بادعائه - يشاوره وكان ممن لا يصطلى بناره خبثاً، فأمر إليه يأمره بالأناة في أمره، وذكر لنصحائه أن فيه هنات لا يأمن نفار الأمة لأجلها عنه، وأمر إليه


(١) نصبه هنا على الاختصاص. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.

(٢) الحرة الأرض ذات الحجارة السود، وتجمع على حُر، وحرار، وحرات، وحِرِين، وأَحَرِين، وهو من الجموع النادرة كثبين وقلين في جمع ثبة وقلة، وزيادة الهمزة في أوله بمنزلة الحركة في أرضين، وتغيير أول سنين، وقيل: إن واحد أحرين أَحَرة.

ويومها هو يوم مشهور في الإسلام، أيام يزيد ين معاوية، لما انتهب المدينة عسكره من أهل الشام، وأمَّر عليهم مسلم بن عقبة المري، في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد.

والحرة هذه أرض بظاهر المدينة فيها حجارة سود كثيرة وكانت الوقعة بها. انتهى من نهاية ابن الأثير باختصار يسير.

وواقم أُطْم بالمدينة، والأطم بضمه وبضمتين: القصر، وكل حصن مبني بحجارة، وكل بيت مربع مسطح، الجمع: آطام وأطوم. انتهى من القاموس.