كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أخبار نبوية في فضائل أهل البيت (ع) واعتراض فقيه الخارقة عليها]

صفحة 210 - الجزء 2

  ذلك عجزاً واضطراراً، ولما ظهر له من الخطأ في رسالته والتخليط في مقالته، مع اعتقاده لحراسته من الزيغ وعصمته، ولو عاد إلى أذى النبي ÷ بسب أصحابه لأمطرنا عليه من لوازم التقريع والتبكيت وابل سحابة ما يتمنى عنده أنه لم يبتدئ بفتح هذا الباب، وأنه لم يكن منه سؤال ولا جواب، ولكنا نقول كما قال: حسابه عند رب الأرباب، وكفى بها كلمة عند ذوي الألباب».

  فالجواب: أن ادعاءه لتركنا للجواب كان عن عجز منا واضطرار لا عن حلم واختيار - فهو شهادة بغير برهان، والله سبحانه عند كل لسان، وكيف علم الفقيه من حالنا القصور عن جواب مثله؟! أبعقل علم ذلك أم بنقل؟ فكان يجب أن يذكر من ذلك برهان ما عرفه، وكان أولى به من حشو الأوراق بالسب للذرية الطاهرة الزكية، لولا ما دل عليه كلامه من سوء أدبه، وخبث مذهبه، ولقد عاشرنا كثيراً من أهل المذاهب، ومنهم من ينتحل ما اعتمد عليه الفقيه، فما رأى أحد منهم أن يسلك طريقته هذه في استعماله للسب والأذى، بل مقصود الأكثر التبيين والبيان، واستعمال الأدب وحسن المعاشرة يستحسنها أهل الدنيا فكيف بأهل الدين؟ لكنه أنفق من ذخيرته، ودل ما ظهر من ذلك على باطنه وسريرته.

[أخبار نبوية في فضائل أهل البيت (ع) واعتراض فقيه الخارقة عليها]

  وأما حكايته لما أورده صاحب الرسالة الرادعة من طريق جرير بن عبدالله البجلي، قال: قال رسول الله ÷: «من مات على حب آل محمد مات شهيداً مغفوراً له، ومستكمل الإيمان، وبشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، وزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، وجعل الله زوار قبره الملائكة بالرحمة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: