[الثانية: أن الله جعله أبا بكر ثانيا لرسوله ÷، والرد عليها]
  من أحب منهم، وجوابه لهم عند سؤالهم العفو ... إلى غير ذلك من أخلاقه الرضية، وشمائله المرضية.
  وأما مجرد الخروج ومعه رجل واحد، فالمنة فيه السلامة من كيد العدو، ولا يسمى ذلك نصراً عند من له معرفة بمعاني الخطاب؛ لأنهما في غاية التكتم من العدو، فكيف يكون نصراً والحال هذه.
[الثانية: أن الله جعله أبا بكر ثانياً لرسوله ÷، والرد عليها]
  «المنقبة الثانية: في قوله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ}[التوبة: ٤٠]، فجعله ثانياً لرسوله، ومشاركاً له بإخراج أهل مكة إياه، وأميناً له على رسوله ممن طلبه وآذاه، وجعله صاحب هذا السر العظيم، ومعاني هذا الأمر الجسيم، فذكره الله بما لم يذكر أحداً من أصحاب الأنبياء المتقدمين، إذ خرج موسى وحده خائفاً يترقب، فأخرج محمداً بأبي بكر».
  فالجواب: أما قوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} فهي حكاية العدد لما لم يكن مع النبي ÷ إلا واحد، وهذا العدد مستمر في كل واحد انضاف إليه آخر أنه ثاني اثنين، فما في هذا من فضيلة؟!
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «ومشاركاً له بإخراج أهل مكة إياه، وأميناً له على رسوله ممن طلبه وآذاه، وجعله صاحب هذا السر العظيم، ومعاني هذا الأمر الجسيم».
  فالجواب: أن جميع ما ذكره حاصل في أمير المؤمنين، ومن علم به من أهل بيت النبي ÷، فكيف يكون هو الأمين على ذلك دونهم، وآخر عهده ÷ بأهل بيته، ولم يكن أبو بكر حاضراً، وإنما لحقه بعد ذلك؟
  وأولى منه بالنصرة في تلك الحال من نام على فراشه، وفداه بنفسه، وهو بعين