[الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الهادي إلى الحق (ع)]
  إليه أيديهما وصاحا صياحاً عظيماً بالفارسية، فقدر أنهما يريدان تقبيل يده فمدها إليهما فجذباه وسحباه بعمامته في عنقه.
  وقام معز الدولة وقبض الديلم على علم القهرمانة وابنها وساقوه إلى دار معز الدولة ماشياً، ونهبت دار الخلافة، ثم أحضر الملقب بالمطيع، وسنذكر أيامه، وأفعاله في اللهو واللعب مشهورة، وآثاره في المعاصي معروفة مذكورة، وسبب زواله من خلافته رئاسة علم قهرمانة.
[الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الهادي إلى الحق (ع)]
  فهل تراه يقوم مقام الإمام الناصر لدين الله أبي الحسن أحمد بن الهادي إلى الحق #؟!
  قام بالدعاء إلى دين الله بعد أن جمع خصال الإمامة، وكان فاضلاً ورعاً عالماً سخياً عابداً زاهداً شجاعاً سايساً مدبراً دانت له ملوك اليمن، استولى على أكثر أعماله فساس الأمور أحسن سياسة وبث العدل والنصفة، وأجرى الأمور على سنن الاستقامة.
  وكان أكثر حروبه مع القرامطة الفجرة الكفرة، وله معهم وقعات لا تنحصر في هذا الكتاب كثيرة في بلدان من نواحي اليمن شتى، آخرها الوقعة المشهورة بالموضع المعروف بنغاش من ظاهر بلد قدم فإنه استأصل شافتهم وأباد دعاتهم فيها ورؤساءهم، ولم تنحصر عدة القتلى إلا أننا نذكر جملة تدل على ما وراءها.
  من ذلك: ما رواه عبدالله بن محمد الهمداني مصنف سيرته ¦ وكان من أهل العلم والصلاح، قال: لما قاتلنا القوم وقعت فرسي في بعض تلك الأماكن فشهدت على شعاب تجري دماً كما يجري الماء، قال: ورأيت ظبياً مقتولاً، وأخبرني بعض أصحابنا أنه رأى ظبياً أو ظبيين في مكان آخر.
  وفقد من دعاتهم وعلماء ضلالتهم أربعون داعياً ومنها انحل نظامهم وضعف أمرهم، واستأمن إليه جماعة منهم وانهزم باقوهم إلى جبلهم المعروف