[مناقشة الفقيه في بعض مسائل أصول الدين]
[مناقشة الفقيه في بعض مسائل أصول الدين]
  وأما قوله [الفقيه]: «قال القدري [القرشي]: وأما اعتراضه [أي الفقيه] على ذلك بأن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه سبحانه ليس كمثله شيء - [قال القرشي: ] فهو كلام من لا يعرف الصواب، ولا التعلق بين السؤال والجواب؛ لأنه ما جرى في كلامه # ذكر شيء مما أجمله في جوابه من فعله تعالى ومشيئته، ولا في صفته تعالى وماهيته.
  وكذلك خروجه إلى الحكاية بقوله [أي الفقيه]: إن هذه الفرقة تعتقد أن إبليس يقدر على ما لا يقدر عليه الله.
  [قال القرشي: ] وعندنا أن الله يقدر على جنس ما يقدر عليه إبليس - لعنه الله تعالى - وعلى ما لا ينحصر عدده، ولا ينقضي مدده، ولكنه يتعالى عن فعله؛ لأنه قبيح والله لا يفعل القبيح لحكمته.
  وأما نفس فعل إبليس لعنه الله فالسؤال محال لاستحالة وجود مقدور بين قادرين، ولأن فعل إبليس قبيح بالإجماع، والله تعالى لا يفعل القبيح إن أردت بالقدرة الوقوع، فافهم ذلك أيها العلامة، إن أردت نيل السلامة.
  قال [الفقيه]: وإن الله ø لما أمره بالسجود أراده منه وإن إبليس لم يرد السجود؛ فوجدت إرادة إبليس ولم توجد إرادة الله تعالى وكذلك سائر العبيد، وأن الله تعالى غير خالق لأفعال الحيوان إلى سائر ما شنع به من الأمثال، وعقب به من قسمة الأفعال.
  وكذلك حكايته عن أهل العدل أن الكبيرة التي لم يتب صاحبها منها قبل موته، لا يجوز لله تعالى أن يغفرها بل يعذبه عليها أبد الأبد مع فرعون وهامان، ويحبط جميع أعماله وطاعاته، إلى قوله: قالوا: والصغيرة مع اجتناب الكبيرة تقع محبطة، ولا يجوز لله تعالى أن يعاقب العبد عليها، وإن عاقبه عليها كان ظالماً - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - هذه عيون كلامه مع كثرته واختلاطه.