[بداية رد فقيه الخارقة على رسالة العلامة القرشي وتفنيد الإمام (ع) لردوده]
بداية ردِّ فقيه الخارقة على رسالة العلامة القرشي وتفنيد الإمام (ع) لردوده
[بداية ردِّ فقيه الخارقة على رسالة العلامة القرشي وتفنيد الإمام (ع) لردوده]
  وأما قوله: «فأقول وبالله التوفيق: في خطبة هذا الرجل(١) مواضع أنبه على ما فيها مع إغفالي لشيء منها، وتركي المشاحة في معاني ألفاظها؛ فأول ما فيها: أنه ذكر التثنية والتثليث والتثمين، ولا أرى للتثمين وجهاً ولا أعلم أن أحداً من الكفار قال: أن الله ثامن ثمانية سوى ما يعتقده الصابئون وهم فرقة من النصارى بأن الكواكب السبعة مدبِّرة على أنهم يعتقدون أن الله خالقها، ولا أعلم أحداً من أهل العلم قال في هذا أنهم يعتقدون أن الله ثامن ثمانية، فأما التثنية والتثليث فمعروفان، بل الحاصل من اعتقاد هذا الرجل أن تكون الآلهة عنده كثيرين لا يحصون؛ لأن الله قال: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ١٦}[الرعد]، فأخبر تعالى أنه الخالق لكل شيء وأن من ادعى غير ذلك فقد جعل له شريكاً من خلقه تعالى، ونفى الله ø المماثلة بينه وبين من زعم من الكفار أنه إله بأنهم لا يقدرون على ما يقدر الله عليه من الخلق والاختراع فقال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ١٧}[النحل]، وتمدح بأنه أحسن الخالقين، وعلى أصل هذا الرجل أنه وفرقته يخلقون كخلق الله بل أحسن خلقاً من الله؛ لأنهم يخلقون الإيمان والحسنات، والله يخلق الأجسام والأعراض التي ليست من قبيل الطاعات؛ فانظر إلى هذا العناد، ودعوى المشاركة بل المفاضلة لخالق العباد».
  فالكلام عليه في ذلك:
  أما قوله: «في الخطبة مواضع أنبه على ما فيها مع إغفالي لشيء منها».
  فالجواب: أنه ما ترك إلا ما لم يجد له جواباً، وكيف يدعي المسامحة وقد
(١) هو الفقيه العلامة محمد بن أحمد بن الوليد القرشي العبشمي؛ لأنه أجاب على رسالة الفقيه الأولى (الدامغة) فأجاب عنه الفقيه (بالخارقة) وأجاب الإمام المنصور بالله # (بالشافي) على (الخارقة).