[ذكر ليلى بن النعمان الديلمي |]
  ودعا إلى الله سبحانه وتعالى بالديلم، ثم خرج إلى أرض اليمن فاستولى على أكثر بلاد مذحج(١) وهمدان وخولان، وانقادت له العرب، وحارب الجنود الظالمة من المتمردة والقرامطة.
  وكان له من الفضل والمعرفة ما لم يكن لأحد من أهل عصره، ولم يزل قائماً بأمر الله سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين. توفي # شهيداً سنة نيف وأربعين أو خمسين وأربعمائة بردمان من أرض مذحج.
[ذكر ليلى بن النعمان الديلمي |]
  وإذ قد ذكرنا الإمام أبا الفتح الديلمي فلنذكر ليلى بن النعمان الديلمي فسلطانه سلطان أهل البيت الميامين - سلام الله عليهم أجمعين -:
  كان | رفيع الصوت في الزيدية، نافذ الأمر في أهل البصائر من الشيعة، يحاول ظهور كلمة العترة الطاهرة $ ويدعو إلى دينهم ويرفع شعارهم.
  ولما جمع الرجال وكثر المتابعون له سار إلى الدامغين وفيهما تنكحور أخو فراتكين من قبل الخراسانية وطوى المنازل إليه رجاء أن يظفر به فاتصل بتنكحور خبره فهرب إلى خراسان فدخل ليلى الدامغين، فجرت بينه وبين أهلها نبوة ووحشة، فاجتمعوا عليه بالسلاح فخرج عنهم إلى ظاهر البلد على أنه منصرف؛ فلما برز جميع أصحابه وتكامل عساكره معه عطف عليهم فقتل كثيراً منهم وغنم أهل عسكره وأتباعه ما ملأ أيديهم من أسواقها وأرباضها(٢) ومنازلها من الأموال، وترحل إلى جرجان فنزلها وغلب عليها فسار إليه من خراسان فراتكين.
  فالتقيا بقرية يقال لها فيروز على اثني عشر فرسخاً من جرجان فاقتتلا قتالاً
= أحقاب. انتهى من الصحاح من إملاء الإمام الحجة/مجدالدين المؤيدي #.
(١) مذحج كمجلس: أكمة ولدت مالكاً وطياً أمهما عندها فسموا مذحجاً. انتهى قاموس.
(٢) جمع ربض وهو سور المدينة والناحية. أفاده القاموس.