[السادسة: النون في: (معنا) للجمع بين الرسول ÷ وأبي بكر - والرد عليها]
  به في أمر رسول الله ÷ ثم قال: هو لتقرير قلب أبي بكر على انفراده وتثبيته؛ ثم قال: إنه لا يقال للحزين: لا تحزن، بل بكلام آخر.
  وهذه ألفاظ كما تراها متدافعة يدفع بعضها بعضاً، إن كان أبو بكر لغنياً عن انتصارك له بما لا جدوى فيه، ولا دريكة لفائت معه، ولعل الفقيه لسعة علمه يقول: لا تحزن خاطب به من ليس بحزين، فوقع النهي لمن لم يفعل ما نهي عنه، وهل هذا إلا إضافة العبث إليه ÷.
[السادسة: النون في: (مَعَنَا) للجمع بين الرسول ÷ وأبي بكر - والرد عليها]
  «المنقبة السادسة: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠]، فذكر الله تعالى معه ومع نبيه بكلمة التثنية، والجمع بينه وبين رسول الله ÷، ولم يقل ذلك في موسى وأصحابه، بل قال موسى: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ٦٢}[الشعراء]، فذكر أنه معه وحده، وليست هذه النون نون العظمة؛ إذ لو كانت كذلك لم يكن لقوله: {لَا تَحْزَنْ} معنى لأنه يكون معناه: لا تحزن إن الله معي».
  فالجواب: أنا نقول: إن الله تعالى ذكر نبيه بنون العظمة تعظيماً له ÷، ولم يرد إشراك أبي بكر في ذلك؛ لأن الرئيس إن أراد أن يقوي عزم أصحابه قال: لنا عوائد، ونحن أهل كذا وكذا من الفضل، ولا يريد إلا نفسه، ولهذا قال موسى: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ٦٢}[الشعراء]، ولم يحتج لإشراك أصحابه في الذكر لفظاً ولا معنى، لجريان عادة الرؤساء بذلك، وليس من كان الله معه من الرؤساء يهلك أصحابه، لأن سلامة الصاحب للمصحوب، وصاحبه يكره فيه ما يسوءه، فأمان الله لنبيه يدخل فيه من كان منه بسبيل، فلا معنى لقوله: إذا كان معك أنت فما يؤمنني أنا، وبطل إذاً مراد الله ومراد رسوله ÷، وذلك لا يجوز على الله ولا على رسوله؛ فقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠]، يفيد الجمع بظاهره.
  ثم لا يخلو إما أن يريد أنه لا ثالث للنبي ÷ ولأبي بكر في الغار، فهذا