[دعوى الفقيه العلم وبيان عاقبة السكوت عند ظهور البدع]
[دعوى الفقيه العلم وبيان عاقبة السكوت عند ظهور البدع]
  وأما قوله: «من علم علماً ثم سكت عند ظهور البدع، فقد استحق من الله لعنته، وإدخاله ناره وحرمانه جنته».
  الكلام عليه:
  أما قوله: «علم علماً»، فما رأينا عمدته في رسالته إلا السب والأذى، والتكذيب والبذا، فليس هذا من العلم بسبيل؛ لأن العلم البرهان والدليل.
  وأما قوله: «ظهور البدع» فكيف تظهر البدعة من معدن السنة؟ وهل يصح - لو كان مساوياً لنا في النصاب - قوله بغير حجة عقل، أو برهان من سنة أو كتاب؟!
  وأما قوله: «استحق من الله لعنته» والعقاب عنده لا يستحق، وقد شحن رسالته بإنكار ذلك؛ فإن أثبته لأجل السجع! فكان يجد اللفظ المزدوج في المؤدي عن مذهبه الردي، إلا أن يكون قد رجع قبلنا رجوعه، ووردنا ينبوعه.
  وأما قوله: «وحرمان جنته» فكيف يصح الحرمان وهو عند نفسه من أهل الإيمان؟ وإن أصر على العصيان شفع له الرسول ÷! وفاز بالملك الجليل، إلا أن يعتقد أن الذبّ عن شتمنا كفر، فلا شك أنه لا يغفر على مذهبه، فأولى له والحال هذه المبالغة في ذلك؛ لئلا يقع في هذا الخطب العظيم.
[شهادة الإمام (ع) بعدم اعتقاد أحد من العترة لإمامة المشائخ وكلام أمير المؤمنين في ذلك]
  وأما قوله في آبائنا: «من كان منهم على دين النبي وجبت محبته ..» إلى آخر ما قال - فالإنسان لا يشتهي بغض والده، ولكن قد فرض علينا قول الحق، ونحن نشهد عليهم، وآثارهم تنبي بذلك عنهم لمن يعرفها، ما منهم أحد يعتقد إمامة أبي بكر وعمر وعثمان، ولا يتصدى لهذا الشأن، ولا ينطق به له لسان، وجدهم علي بن أبي طالب سابقهم؛ فلو سلم الأمر للمشائخ لسلمنا.