[موالاة أهل البيت (ع)]
  الخالق لكل كذب وصدق، وقول متناقض ومتفق، فلا لوم على من ليس بفاعل، كما لا لوم على الحجارة والأشجار فاعتبروا يا أولي الأبصار.
[موالاة أهل البيت (ع)]
  وأما قوله [أي الفقيه]: قال القدري [أي القرشي]: وأما ما حكاه من رواية الإمام في فضل أهل البيت $ عقيب هذا الكلام وما عقبه من قوله: فأقول(١) وبالله التوفيق: الأمر في أهل البيت $ كما يذكر، إلا أن هاهنا أصلاً أصيلاً، ونكتة عزيزة، يغلط فيها الكثير من الناس؛ أما الأصل فاعتقادك واعتقاد أشياعك أنه لا تحصل محبة أهل البيت إلا ببغض من سواهم.
  والكلام عليه في ذلك: أنه إن عنى بسوى أهل البيت $ من استقام على الإسلام والتزم الشرائع والأحكام، ولم يعدل عن الحلال إلى الحرام، وكان دين محمد ÷ شعاره، وحبّهم - سلام الله عليهم - دثاره، فذلك منه من جملة البهتان الذي يتجاسر عليه في مواضع كثيرة من رسالته؛ بل الواجب محبة أهل البيت $ ومحبة محبيهم حيث ما كان في كل وقت وأوان.
  وإن عنى بسواهم من نصب لهم العداوة وحاربهم، وخذلهم وأبغضهم، وتثبط عنهم، وثبط من يطلب النزوع إلى قائمهم وإجابة داعيهم إلى الحق، وأوْقع السبّ والتهجين، وتبع في ذلك الرجم بالظنون عن غير علم ولا اختبار، ولا معرفة ولا استبصار، فبغضه من أركان الدين المهمة التي لا ينفع مع تركها علم ولا عمل، وقد تقدم من الأخبار ويأتي تكملته إن شاء الله تعالى في هذا المعنى ما يشفي العليل ويردع الجهول.
  فأقول(٢) [أي الفقيه] وبالله التوفيق: أما قوله: إن عنى بسوى أهل البيت $ من استقام فلست أعني بذلك إلا أبا بكر وعمر وعثمان، فإن بقيتم على اعتقادكم أن
(١) هذا من كلام الفقيه في رسالته الأولى (الدامغة).
(٢) هذا من كلام الفقيه في رسالته الثانية (الخارقة).