[رواية الإمام لأحاديث في ذم القدرية والمرجئة]
  - ولعله غرض عالمه أيضاً - أنه أراد به من ينزه الله تعالى عن القبائح والمخازي، ويضيفها إلى فاعليها، وهو بهذه الحكاية عن أهل العدل مفتر، وقد ادعى إجماع الأمة، فأحوج إلى أن نحكي ما صحت لنا روايته مما يتعلق بهذا الموضع من غير زيادة ولا نقصان، ليعلم فساد ما ادعى من إجماع الأمة على أن من أضاف المعاصي إلى قضاء الله وقدره وخلقه وأحداثه فهو المحق المصيب، وأن من نفاها عن الله سبحانه وأضافها إلى فاعليها من أهل الظلم والفساد والكفار من العباد فهو المبطل القدري.
[رواية الإمام لأحاديث في ذم القدرية والمرجئة]
  فنقول:
  [١] قد روي في كتاب المنتخب من كتاب الإرشاد من طريق أبي القاسم بن ناجية بن محمد بن عبد الجبار التيمي انتخبه الشيخ الإمام الزاهد طاهر بن الحسين بن علي بن السمان ابن أخي الشيخ أبي سعيد السمان ¦ يبلغ به من يذكر اسمه؛ فمن ذلك ما بلغ به عبيدالله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه في الجنة - عن النبي ÷ أنه كان يقول في دعائه إذا استفتح الصلاة: «لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، إنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، استغفرك وأتوب إليك».
  [٢] ومن ذلك ما يبلغ به صلة بن زفر العنسي، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله ÷: «يجمع الله تعالى الخلق في صعيد واحد فيقول: يا محمد، فأقول: لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، وعبدك بين يديك، ومنك وإليك، لا ملجا ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب البيت» قال حذيفة: فذلك المقام المحمود.
  وفي روايته الأخرى، قال: عند ذلك يشفع، وفي روايته الثالثة: وذلك قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}[الإسراء].