[استدلال الفقيه بخبر صلاة أبي بكر بالناس على إمامته]
  وروى أبو الحسين علي بن أبي طالب الحسني قال: أخبرني الشريف أبو الحسين زيد بن إسماعيل الحسني، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سلام، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم بن اليزيد، عن أبيه، عن زيد بن علي # أنه سئل عن صلاة أبي بكر في مرض رسول الله ÷ فقال: ما أمر النبي ÷ أبا بكر أن يصلي بالناس(١).
[استدلال الفقيه بخبر صلاة أبي بكر بالناس على إمامته]
  فنقول [أي: الفقيه] وبالله التوفيق: أما ما ذكر القدري من أن الخبر الذي ورد في أمر النبي ÷ أبا بكر للصلاة بالناس في أيام مرضه إنما هو من أخبار الآحاد، فلا يصح التعلق به - فقول رجل لا معرفة له بالأحاديث، إذ زعم أنه لا يؤخذ بأخبار الآحاد.
  وهل ثبت كثير من الشريعة إلا بأخبار الآحاد، وهل الأخبار التي رواها في فضل علي، وفيما زعم أنه يستحق به الإمامة إلا من أخبار الآحاد؟ فلو منعنا ذلك لذهب كثير من الأحكام، ولما استقام له حديث فيما زعم أنه حجة له، إلا أنه أورد هذا ولا يعرف معناه ولا يدري ما الآحاد، وما التواتر، وما الذي يوجب العمل، وما الذي يوجب العلم؟ ولا يفرق بين ذلك، وإن ادعى معرفة ذلك فليبين ذلك لنا؟
  وأما قوله [أي القرشي]: ومع كونه من أخبار الآحاد، فإن نقله يرجع إلى عائشة وحفصة وهما متهمتان عند الشيعة في هذا الباب؛ فأخطأ(٢) فيه من وجهين:
  أحدهما: لزمه أنه لم ينقله غير عائشة وحفصة، وهذا لقلة خبرته بالأحاديث
(١) قال ¥ في التعليق: وروى العنسي في المحجة البيضاء عن زيد بن علي #: (أنه سئل عن صلاة أبي بكر في مرض رسول الله ÷، فقال: ما أمر رسول الله ÷ أبا بكر أن يصلي بالناس) قاله شارح الأساس |.
(٢) بداية جواب الفقيه.