[من مقامات زيد بن علي (ع) مع هشام]
  وليد، وكافرها وطاغوتها أزينم(١)، ويزيد متقدمها ابن آكلة الأكباد، ذروه يأكل ويتمتع ويلهه الأمل، فسوف يعلم غداً من الكذاب الأشر.
[من مقامات زيد بن علي (ع) مع هشام]
  ولما دخل عليه زيد بن علي $ قال: أنت زيد المؤمّل للخلافة؟ وما أنت وذلك وأنت ابن أمة، قال زيد #: إن الأمة لو قصرت بولدها عن بلوغ الغاية لما بعث الله نبيئاً هو ابن أَمَة، وجعله أبا العرب، وأبا خير النبيين، وهو إسماعيل بن إبراهيم $، وكانت أمه مع أم إسحاق كأمي مع أمك.
  وما تقصيرك برجل أبوه رسول الله ÷، وجده علي بن أبي طالب، فلما خرج زيد # قال هشام لجلسائه: ألستم زعمتم أن أهل هذا البيت قد انقرضوا، لا لعمر الله ما انقرض قوم هذا خلفهم.
  ودخل عليه مرة أخرى فجاء وفي مجلسه يهودي يسبّ رسول الله ÷ فانتهره زيد # وقال: يا كافر، أما والله لئن تمكنتُ منك لاختطفنّ روحك، فقال هشام: مهٍ يا زيد، لا تؤذ جليسنا؛ فخرج زيد # وهو يقول: من استشعر(٢) حبّ البقاء استدثر الذل إلى الفناء(٣)؛ فذلك الذي هاجه على الخروج على هشام.
  وله # مقامات مع هشام قبل قيامه، منها: ما رواه السيد أبو طالب # يرفعه إلى سعيد بن خثيم، عن أخيه معمر، قال: قال زيد بن علي @: كنت
(١) أزينم تصغير أزنم، ومن معانيه: الجذع، وفي بعض النسخ أزيرق، ولعله على ذلك هشام بن عبد الملك. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.
(٢) الشعار ككتاب: ما تحت الدثار من اللباس، وهو ما يلي شعر الجسد. أنتهى أفاده القاموس.
(٣) وعلى هذه قال يحيى بن زيد @:
يابن زيد أليس قد قال زيد ... من أحب الحياة عاش ذليلا
كن كزيد فأنت مهجة زيد ... تتخذ في الجنان ظلاً ظليلا
تمت.