كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فائدة]

صفحة 347 - الجزء 4


= عنده، وسار في القتلى يتعرضهم فمر بكعب بن سور قاضي البصرة وهو قتيل، فقال أجلسوه فأُجلس فقال له: ويل أمك كعب بن سور، لقد كان لك علم لو نفعك، ولكن الشيطان أضلك فأذلك فعجلك إلى النار، أرسلوه. ثم مر بطلحة بن عبيدالله قتيلاً فقال: أجلسوه فأجلس. قال أبو مخنف في كتابه: فقال له: ويل أمك طلحة لقد كان لك قدم لو نفعك و لكن الشيطان أضلك فأزلك فعجلك إلى النار). قاله ابن أبي الحديد |.

ومن خطبة لعلي # رواها أبو مخنف قال #: (اللهم إن طلحة نكث بيعتي، وألَّب على عثمان حتى قتله، ثم عضهني به ورماني، اللهم فلا تمهله. اللهم إن الزبير قطع رحمي، ونكث بيعتي، وظاهر علي عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت) تمت.

وقد روى قول علي في طلحة: (ولكن الشيطان دخل في منخريه فأورده النار)، أبو القاسم في كتاب إقرار الصحابة بسنده إلى عيسى بن معن عن مشائخه عن عبد القيس، تمت.

ومن خطبة لعلي #، من رواية جعفر الصادق عن آبائه عن علي #: (ألا إن أبرار عترتي وأطايب أرومتي أحلم الناس صغاراً، وأعلم الناس كباراً، ألا وإنا أهل بيت مِنْ علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول صادق سمعنا، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلكُّم الله بأيدينا، معنا راية الحق من تبعها لحق، ومن تأخر عنها غرق، ألا وبنا يدرك تِرَةُ كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم، وبنا فتح لا بكم وبنا يختم لا بكم) انتهى. قاله أبو عبيدة، تمت. شرح نهج البلاغة. وأخرجه السيوطي عن أبي الزعراء عن علي #، وأخرجه عبد الغني بن سعيد في الإيضاح، تمت وزير.

[فائدة]

قال ابن أبي الحديد: روى كثير من المحدثين عن علي # أن رسول الله ÷ قال له: «إن الله قد كتب عليك جهاد المفتونين كما كتب عليَّ جهاد المشركين، قال فقلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة التي كتب علي فيها الجهاد؟ قال: قوم يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وهم مخالفون للسنة. فقلت: يا رسول الله فَعَلامَ اقاتلهم وهم يشهدون كما أشهد. قال: على الإحداث في الدين ومخالفة الأمر. فقلت: يا رسول الله، كنت وعدتني الشهادة فاسأل الله أن يعجلها لي بين يديك قال: فمن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، أما إني وعدتك الشهادة، وستستشهد تضرب على هذه فتخضب هذه، فكيف صبرك إذاً؟ فقلت: يا رسول الله ليس ذا بموطن صبر هذا موطن شكر، قال: أجل اصبت فأَعدَّ للخصومة فإنك مخاصم. فقلت: يا رسول الله لو بَيَّنْتَ لي قليلاً. فقال: إن أمتي ستفتن من بعدي فتتأول القرآن وتعمل بالرأي، وتستحل الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والربا بالبيع، وتحرف الكتاب عن مواضعه، وتغلب كلمة الضلال، فكن جليس بيتك حتى تُقَلَّدها فإذا قُلِّدتها جاشت عليك الصدور وقُلِّبت لك الامور، تقاتل حينئذٍ على تأويل القرآن كما قاتلتُ على تنزيله، فليست حالهم الثانية بدون حالهم الأولى. فقلت: يا رسول الله فبأي المنازل أنزل هؤلاء =