[هذا البيت للحطيئة]
  أَتَيْنَا سُليمانَ الأميرَ نَزُورُهُ ... وكانَ امْرأً يُحْبَى ويُكرَمَ زَائِرُه
  كِلا شَافِعِي زُوَّارِهِ من ضَمِيره ... عَنِ البُخْلِ ناهيهِ وبالجودِ آمِرُه(١)
  فنقول وبالله التوفيق: إن إنكار هذا الرجل لشفاعة النبي ÷، وأنها إخراج قوم من الموحدين من النار بشفاعته(٢) هو لغلبة الجهل، وقلة العقل؛ أما
(١) قال ¦ في التعليق: ويبحث من القائل:
فذاك فتى إن جئته لصنيعة ... إلى ماله لم تأته بشفيع
[هذا البيت للحطيئة]
وأوضح دلالة قول النبي ÷: «الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من جاء يوم القيامة وهو يحبنا أدخله الله الجنة بشفاعتنا» أخرجه الطبراني ومحمد بن سليمان الكوفي عن الحسين بن علي السبط.
وقال ÷: «شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي» أخرجه الخطيب عن علي #.
وعنه ÷: «من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في النكاح» أخرجه ابن ماجه عن أبي رهم.
وعنه ÷: «من ابتغى القضاء وسأل فيه الشفعاء، وكل إلى نفسه ... إلخ» أخرجه المرشد بالله والترمذي، عن الحسن.
فالحب عمل صالح ودخول الجنة نَفْعٌ، فأفاد الخبر أن العمل الصالح يوجب الشفاعة في النفع.
وقد قال العباس لما استسقى به عمر: (وقد توجه القوم بي إليك، اللهم فاسقنا الغيث اللهم شفعنا في أنفسنا وأهلينا اللهم إنا شفعنا بما لا ينطق من بهائمنا وأنعامنا، اللهم اسقنا سقياً وادعاً نافعاً ... إلخ) رواه ابن عبد البر في الإستيعاب، وقال: روينا من وجوه أن عمر بن الخطاب خرج يستسقي بالعباس، فقال: (اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك، ونستشفع به إليك ... إلخ).
وقال النبي ÷: «من أراد التوصل إلى أن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي، وليدخل عليهم السرور» أخرجه الملا، انتهى من الدلائل لعلي بن عبدالله بن القاسم #.
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله ÷: «أول من أشفع له أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب» إلى قوله ÷ ومن أشفع له أَوَّلاً أفضل» رواه الطبراني والدارقطني والذهبي، وأخرجه الطبراني والحاكم عن سهل بن حنيف، وقال العزيزي: قال الشيخ: حديث صحيح.
فهذا قاض بأن الشفاعة لجلب النفع إذ لا مسلم يفسر أهل بيته ÷ بالفجار، كيف وهم الأطهار، وكيف يكون الأول أفضل مع اختصاص الشفاعة بأهل الكبائر، فلا عمى إلا عمى البصائر.
(٢) قال ¦ في التعليق: قد قرر الفقيه فيما مر عدم شمول آيات الوعيد للموحدين وهنا قرر خروجهم من النار بالشفاعة، فكيف يخرجون، ولم يدخلوا أم كيف يدخلون بغير دليل، هذا تناقض، ثم كيف تقول مستحسنة عقلاً وقد قررت أن لا مجال للعقل إلى تحسين أو تقبيح هذا التناقض الصريح.