كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بداية جواب الإمام على مزاعم فقيه الخارقة وتفنيد رواياته]

صفحة 420 - الجزء 4

  فهذا قول علي # في أمر الصلاة وفي مدتها، وفي ولاية أبي بكر وعمر وصحتها، وفي ثنائه عليهما بما هما له أهل، وفي لعنه من أضمر لهما إلا الحسن الجميل، فقد لعن هذا القدري وفرقته الذين يدعون إمامته وموالاته وهم في ذلك كاذبون.

  ولكن إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل كما قال النبي ÷، ولو أردنا أن نذكر ما روي عن علي # وعن أهل البيت في فضل أبي بكر وعمر والثناء عليهما لخرج ذلك عن الحصر، إلا أنا قد ذكرنا ما تحتمله هذه الرسالة، ولا بد من ذكر طرف من هذا في آخر الرسالة إن شاء الله تعالى.

[بداية جواب الإمام على مزاعم فقيه الخارقة وتفنيد رواياته]

  والجواب عن ذلك [المنصور بالله]: أن الفقيه لم يميز بين ما اتصل سنده بعبدالله بن الحسن # المسمى في آل الرسول ÷ الكامل، أول من جمع ولادة الحسن والحسين @ ومن كان مثله فينا أهل البيت فهو يسمى معلم الطرفين.


= لعلي #: (أبو بكر وعمر أفضل منك، فقال علي #: كذبت، أنا أفضل منك ومنهما، عبدت اللَّه قبلهما وبعدهما).

وقد قال علي: (إنا صنائع ربنا، والناس بَعْدُ صنائع لنا). قال ابن أبي الحديد: معناه نحن عبيد اللَّه والناس عبيد لنا [أو] معنى هذا، فكيف يفضل العبد على سيده، هذا مخالف للمعقول.

وأما الأخبار المصرحة بكون علي أفضل أمة محمد ÷ فكثيرة، وقد مضى ما به يخزى المنحرفون [في الأصل المنحرفين]، وتقر به أعين المؤمنين تمت والحمد لله رب العالمين.

وقد قال علي لعثمان لما قال له: (والله ما أنت عندي بأفضل منه - يعني: مروان - فغضب علي، وقال: (تعادل بي مروان أنا أفضل منك ... إلخ) رواه المسعودي في مروج الذهب. وقد تقدم الحديث عن ابن عمر عنه ÷، وقوله في علي: «من أغضبه فقد أغضبني» الذي أخرجه أحمد في المناقب، وأبو سعيد عبد الملك الواعظ ذكره في أسنى المطالب برهان الدين فراجعه في حاشية الجزء الثاني.

فإذاً عثمان قد أغضبه وإذا أغضبه فقد آذاه، ومن آذاه فقد آذى محمداً ÷، ومن آذى محمداً ÷ فقد آذى اللَّه بالنصوص المار ذكرها ينتج ما لا يخفى! تمت كاتبها.

وقد روى أبو بكر الجوهري نحو حديث المسعودي بسنده إلى ابن عباس بلفظ: لم لا يشتمك كأنك خير منه - أي: مروان - فقال علي: (إي والله، ومنك).