كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر آثار عن أهل البيت (ع) من طريق آل الحسين]

صفحة 253 - الجزء 3

  ولولا خشية الإطالة لسردنا له مقالة العلماء أئمة آل الرسول - سلام الله عليهم - منهم إلينا؛ إذ هي بحمد الله موجودة عندنا، ولأتباعنا معلومة مشهورة، ولكنا نذكر ما تيسر، وفيه كفاية لمن تبصر فنقول وبالله التوفيق:

[ذكر آثار عن أهل البيت (ع) من طريق آل الحسين]

  من سند آل الحسين ما رواه لنا الشيخ الفقيه معين الدين عبدالله بن عيسى الخزاعي، قال: حدثنا أبو بكر بن النجم قال: حدثني موسى بن موسى قال: حدثني سعيد بن محمد بن كثير قال: حدثنا محمد بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جده $ عن الحسين بن علي @ أن رجلاً سأله عن الحوض قال: (الحوض حق، ولا يشرب منه في الآخرة إلا من ائتم بعلي # في الدنيا ووالاه، وعرف حقه وعادى عدوه).

  قال: وقال الحسين #: (والله ما أجد على ملة محمد ÷ إلا أنتم يا معشر الشيعة، والناس منها براء).

  فما ترى فيما حكاه ما ترى؟ أتسمح وتقول: إنك شيعي، كما قلت أولاً إنك زيدي؟ ودون ذلك خرط القتاد⁣(⁣١)، فقد رضينا منك بقول أبي عبدالله، والصواب أنك تستقر على السنة والجماعة، كما بينا لك معناهما، فهو بك أليق.

  وبالإسناد المتقدم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن زكريا المكي، قال: حدثنا لوط بن إسحاق النوفلي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد # عن آبائه $ أن الحسين بن علي @ قال لمعاوية: (أما والله لقد نازعت علياً فتورطت النار، وفاز بالجنة، إن علياً - رضوان الله عليه - كان علماً بين الحق والباطل، وكان نور الله ø يستضاء به من ظلم الضلالة، فكيف ترى فضل علي # وهو السابق إلى الفضائل، والموفي بالذمة، ووصي نبي الله ÷ وأنت طليق بن


(١) خرط القتاد: مثل يضرب للأمر دونه مانع. والخرط: قشرك الورق عن الشجرة اجتذاباً بكفك. والقتاد: شجر له شوك أمثال الإبر. تمت (أشهر الأمثال).