كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر سبعة أخبار في فضائل علي (ع) مسندة]

صفحة 526 - الجزء 3

[ذكر سبعة أخبار في فضائل علي (ع) مسندة]

  ولولا أنا نخشى الإطالة، لذكرنا من فضائل أمير المؤمنين ما يفوق كل فضيلة لأحد سوى النبيين، لكنا نذكر هاهنا ما لا يستغنى عن ذكره.

[الأول: حديث «اسلك وادي علي وخل الناس طراً»]

  فمن ذلك: ما أخبرنا به الفقيه الأجل بهاء الدين المقدم بإسناده، يبلغ به مصنف كتاب الشريعة، وهو الشيخ أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، تلميذ أبي بكر ولد أبي داود السجستاني، في باب ذكر جوامع فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #: روى عن أبي محمد عبدالله بن محمد بن ناجية، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا حسين بن حسن⁣(⁣١) الأشقر، قال: حدثنا متايح، عن علي بن الحكم العبيدي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا له: إن الله تعالى أكرمك بمحمد ÷ إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك، فكان رسول الله ÷ ضيفك، فضيلة فضلك الله ø بها، ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب.

  قال: مرحباً بكما وأهلاً، إنني أقسم لكما بالله، لقد كان رسول الله ÷ في هذا البيت الذي أنتما فيه، وما في البيت غير رسول الله ÷ وعلي جالس عن يمينه، وأنا قائم بين يديه، إذ حرك الباب، فقال رسول الله ÷: «يا أنس انظر من بالباب» فنظر فرجع فقال: هذا عمار بن ياسر.

  قال أبو أيوب: فسمعت رسول الله ÷ يقول: «يا أنس افتح لعمار الطيب المطيب» ففتح أنس الباب، فدخل عمار فسلم على رسول الله ÷، فرد عليه السلام ورحب به وقال: «يا عمار، إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات واختلاف، حتى يختلف السيف بينهم، حتى يَقْتُل بعضهم بعضاً، ويتبرأ بعضهم


(١) الصواب: حسن بن حسين الأشقر كما يأتي قريباً، والذي في البساط واللوامع على ما في الأصل.