[الإمام أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل (ع)]
  ولما كان في أيامه النزاع والخلاف وقد وسم نفسه بالإمامة وخلافة النبوة على ما جرت به عادة سلفه وعلم أن المعلوم للكافة من أهل عصره من الأمة جهله وقلة معرفته تقرب إليه الغزالي في أيامه وصنف له تصنيفاً زبدته أن الإمام يجوز أن يكون جاهلاً مقلداً ولا يفتقر إلى العلم في صحة الإمامة؛ فهذا وجنسه هو الذي هون على القوم أمر دين الله وجرأهم على ارتكاب دعوى الخلافة بغير استحقاقها ولا شرائطها.
  فعلى من الجرم فيما ترى؟ ولو أمكنهم أن يصنفوا لهم أن من شرائط الإمامة شرب المسكرات، وركوب المنكرات، لفعلوا ذلك، ولئن لم يفعلوا ذلك لفظاً لقد فعلوه معنى، قد علموا حال القوم وما هم عليه من العنود عن أمر الله سبحانه، والتعدّي لحدوده، وارتكاب المنكرات، وشرب المسكرات، وهم مع ذلك يشهدون لهم على رؤوس الأشهاد في أفضل الأيام في أفضل المواضع في أفضل الساعات في الجمعات والأعياد بالزور، وهم معتكفون على الفجور، ولربما قالوا الصوام القوام وهو في تلك الحال لا يعرف السماء من الأرض من السكر وذهاب العقل.
[الإمام أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل (ع)]
  وفي أيامه كان قيام الإمام العالم الفاضل الفقيه المحدث المتكلم النسابة:
  أبي الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل، وكانت دعوته في الجيل والري وجرجان، ومضى على منهاج سلفه الصالحين - سلام الله عليهم أجمعين -، والإمام الناصر لدين الله القائم بأمر الله الحسين أبي عبدالله بن أبي أحمد الحسين بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $.
  وكان له من الفضل ما لا ينكره أهل الفضل، بل دعوته ودعوة من تقدمه وتأخر عنه من أهل بيته $ دعوة محمد ÷ حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة إنما هي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء معالم الدين ورفع منار المسلمين، ولم يعرف منهم من استرسل في أمر الله ولا داهن في دينه.