[قدح الفقيه في ابن المغازلي وبيان الفرق بين الاستحقاق والوقوع]
  فقد علم الله تعالى، ومن عرف الأحوال، أنّا منهم في علاج في هذا الباب خاصة، فمَنِ العوام الذين نتقرب إليهم؟
  وأما الفقيه وأمثاله من أهل مقالته، فهم يدينون الله تعالى ببغضنا، وعداوتنا ومن تقدمنا من آبائنا، إلا من رأى رأيهم في أبي بكر وعمر وعثمان، وسلك مسلكهم في أصولهم الفاسدة، وأحد من أهل البيت لا يرى ذلك كما بيناه أولاً، وإن كان ظهوره يغني عن البيان، فإذاً محبتهم مشروطة بغير الواقع فاستحالت:
  إذَا شَابَ الغُرَابُ أتَيْتُ أَهْلِي ... وصَارَ القَارُ(١) كاللَّبَنِ الْحَلِيْب
[قدح الفقيه في ابن المغازلي وبيان الفرق بين الاستحقاق والوقوع]
  وأما قوله: «قال القدري: وأما حديث ابن المغازلي، وقوله [أي فقيه الخارقة]: إن ذلك ضعيف - فليت(٢) شعري بماذا جسر على تضعيفه؟ وقد أشار إلى كونه منافقاً في تسميته شافعياً، وهذا إساءة ظن لا أمارة لها، ولا دلالة عليها، وهي شبيهة بظن السوداوي.
  وأما استدلاله [أي فقيه الخارقة] على ضعف خبره بخبر الكوكب، وأنه لم يحصل لعلي # الخلافة - فهو(٣) من جنس ما تقدم من قلة معرفته بالفرق بين الاستحقاق والوقوع.
  فأقول وبالله التوفيق: أما قوله: بماذا جسر على تضعيفه؛ فأول جهله فيه أنه كتب بماذا بإثبات الألف، ولم يفرق بين الاستفهام والخبر، وأقول: الدليل على ضعفه، أنه يأتي بأحاديث مناكير لا يتابع عليها، مخالفة لما جاء في الكتاب وثبت في السنة».
  والجواب: أن العتب في الكتابة يهون؟ لأنه إما غفلة من التسويد، أو من
(١) القار: هو الزفت، وهو مادة سوداء صلبة تسيلها السخونة. تمت معجم.
(٢) بداية جواب الشيخ محيي الدين.
(٣) بداية جواب الشيخ محيي الدين.