كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حديث: إن عائشة خرجت يوم موت الحسن (ع) فقيل: يوم على بغل ويوم على جمل]

صفحة 571 - الجزء 4

  قال: حدثنا محمد بن القاسم المحاربي، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا عبيد بن سليمان، عن عمر بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: أمرت فاطمة & أن لا يصلي عليها أبو بكر ولا عمر، ودفنها ليلاً، فلما أصبحا أرسلا إلى علي # أخرج هذه المرأة نصلي عليها فقال علي #: هذه المرأة قد صُلِّي عليها؛ فجاءا يمشيان هما وأصحابهما فقالا: يا أبا الحسن ولم فعلت ذلك؟ قال: هكذا أمرتني أن لا تصليا عليها.

  فهذا ما حضرنا في الوقت من الأخبار الدالة على أن فاطمة & لم تقبل قول أبي بكر، ولم تترك طلب الإرث، وإنما سكتت وأعرضت، وبعد أن عارضها في الإرث ادعت أن رسول الله ÷ أنحلها إياها؛ فقال: لا بد من البينة، فجاءت بعلي بن أبي طالب وأم أيمن⁣(⁣١)؛ فقال أبو بكر: رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة.


(١) قال ¥ في التعليق: قال أبو بكر الجوهري روى هشام بن محمد عن أبيه قال: (قالت فاطمة لأبي بكر: إن أم أيمن تشهد لي أن رسول اللَّه ÷ أعطاني فدك، وساق إلى قوله: قالت: والله لا كلمتك أبداً، وفيه قالت: والله لأدعون اللَّه عليك، فلما حضرتها الوفاة أوصت أن لا يصلي عليها فدفنت ليلاً إلخ). تمت من شرح النهج.

وروى بإسناده عن زيد بن علي #: (أن فاطمة جاءت بعلي إلى أبي بكر فشهد لها أن رسول اللَّه أعطاها فدك، وجاءت أم أيمن فشهدت كذلك) ورواه عن ابن عائشة قال حدثني أبي عن عمه إلخ. قال ابن أبي الحديد: وأنا أعلم أن فاطمة ماتت واجدةً على أبي بكر تمت من شرح نهج البلاغة.

قال الحسن بن بدر الدين #: ولا خلاف نعلمه بين أهل البيت $ أن فاطمة & ماتت غضبانة على القوم، مباينةً لهم، قالية لهم، لا تَنَاكُر في ذلك بين آل محمد ÷، وهذا أمير المؤمنين علي # يقول في نهج البلاغة: (فنقضوا عهد رسول اللَّه ÷، وخالفوا إلى غير فعله في أخذهم فدك من يد ابنته، وتأولوا ما لم يعلموا معرفة حكمه) تمت.

[حديث: إن عائشة خرجت يوم موت الحسن (ع) فقيل: يوم على بغل ويوم على جمل]

وروى السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني في كتاب (نسب آل أبي طالب) بإسناده إلى عبد اللَّه بن عبيد بن عمير قال: (لقد حج الحسن خمساً وعشرين حجة ماشياً.

إلى قوله: وتوفي # بالمدينة ثم أمر الحسين # أن يدخل البيت فيحفر له فيه، فجاء مروان وآل أبي سفيان، ومن كان من ولد عثمان بن عفان، فقالوا: أيدفن عثمان بالبقيع بِشَرِّ مكان، ويدفن الحسن بن علي مع رسول اللَّه ÷، والله لايكون ذلك أبداً حتى تقطع السيوف بيننا.

فقال الحسين: أما والذي حرم مكة لَلْحسن بن علي أحق برسول اللَّه وبيته أن يدفن معه فيه ممن أدخل =