[دعوى الفقيه أن شيعة علي (ع) هم أهل السنة والجماعة]
  أفلا تراه هاهنا أخبر بأخوة أبي بكر من غير عقد، وأخبر أنه لو كان متخذاً خليلاً لاتخذه، فدل هذا على تخصيصه وتفضيله على من سواه، ودل على أن الخلة أفضل من الأخوة والصحبة.
[دعوى الفقيه أن شيعة علي (ع) هم أهل السنة والجماعة]
  ثم قال [أي فقيه الخارقة]: وأما روايته(١) عن عباد بن يعقوب الأسدي فقد جاء بها منقطعة السند غير متصلة، وهذا مبلغه من العلم في هذا وفي غيره.
  فإن صحت فإن شيعة علي # أهل السنة والجماعة، لا من ينقصه ويعجزه من أهل البدعة، وسنورد هاهنا من كلام علي # بسند صحيح متصل ما يدل على ما قلنا.
= ومثل حديث «يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر» في مقابلة أحاديث الشيعة في علي من (الأخوة) و (سد الأبواب) و (ائتوني بدواة وقرطاس الخ).
وهو [أي ابن أبي الحديد] ممن لا يتهم في المشائخ لتحسينه الظن بهم واعتقاده خلافتهم فيتأمل تمت كاتبه.
على أن المروي في علي # ليس مما تنفرد به الشيعة أما حديث سد الأبواب وكذا حديث الأخوة فقد رواهما الكثير من أصحاب الحديث وأما حديث الدواة والقرطاس فقد رواه أبو بكر الجوهري عن ابن عباس وقال ابن أبي الحديد نفسه: أخرجه البخاري ومسلم واتفق المحدثون كافة على روايته انتهى.
ويأتي ذكر من أخرج حديث سد الأبواب من قول ابن حجر وغيره في آخر هذا الجزء الثالث، ومرت الأخبار في الأخوة في هامش الجزء الثاني فراجع ذلك إن شئت تمت كاتبه.
وكذا قال علي: «إن خليلي ÷ قال ... إلخ» رواه الملا.
وفي الصواعق لابن حجر وقال عمار: (صدق خليلي صدق خليلي ... إلخ) يريد رسول الله ÷ في محاورة عمار لمعاوية رواه الطبراني.
وكذا قال ابن مسعود لما أخرج من مسجد النبي ÷: (أنشدكم الله أن تخرجوني من مسجد خليلي رسول الله) من ر واية الواقدي.
وقال عمار أيضاً (صدق خليلي إن آخر زادي ضَياح [الضَّيَاح: اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط. انظر لسان العرب (٢/ ٥٢٧)] من لبن) من رواية نصر بن مزاحم.
(١) أي الشيخ محيي الدين وهي الرواية السابقة في بحث [اعتراض الفقيه على حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» والجواب عليه].