كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول حديث أن ذرية النبي ÷ من صلب علي (ع)]

صفحة 283 - الجزء 2

  تمناني ليلقاني لقيط ... أَعَامِ لك ابن صعصعة ابن سعد

  معناه: اعجبوا لذلك، فلم يذكره، ولو ذكرنا استقصاء هذا الباب ذكرنا أضعاف هذا الكتاب؛ فالتائب يخرج بدلالة القرآن في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٨٩}⁣[آل عمران]، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ١٤٥ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ١٤٦}⁣[النساء]، وقال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٧٠}⁣[الفرقان]، ولأن الإجماع منعقد على خروج التائب من ذلك، ولأن دلالة العقل تقضي بذلك، فأي حاجة إلى ذكره؟

[حوار حول حديث أن ذرية النبي ÷ من صلب علي (ع)]

  [قال الفقيه]: «وأما قوله [القرشي]: «إن الله جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب» فليس ببعيد، لكني أقول: فما طاب منهم كان إليه، وما خبث منهم كان على مبتدعه لا عليه».

  فالكلام في ذلك: أنه لم يصح لأن الفقيه لم يستبعده بل لأنه ورد بإسناد صحيح يجب في الدين قبوله، وظهر شاهده بذلك في طهارة ذريته وبركتهم، حتى إن أولاد المشائخ الذين تقدموا علياً # لهم اليوم بمنزلة العبيد ما اتفق رجلان ولا أكثر إلا كان ولد النبي ÷ من علي المخدوم، وولد أبي بكر وعمر وعثمان أو غيرهم من قريش هو الخادم، بل قد ألحق بهم في ذلك من هو أشرف منهم من بني هاشم؛ فكل عباسي تجاوز باب خلافتهم في بغداد فإنما هو