[قول فاطمة (ع) الذي لقيت عليه الله سبحانه]
  قد علمنا أن من ... يبغضهم ليس لرِشْدَه(١)
  فأما محاولة التفريق بين الآباء والأبناء فقد رامت ذلك اليهود، ونادت على كتبها المنزلة من السماء، فخبطها الله بسوط الذلة، وبلاها بالقلّة، فلم تستقم إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وكذلك أهل الإنجيل راموا مرامهم.
[قول فاطمة (ع) الذي لقيت عليه الله سبحانه]
  فأما رأينا في علي # والأئمة من ذرية رسول الله ÷ فهو شائع في الأبناء والآباء والرجال والنساء، هذه أمّنا فاطمة بضعة النبوة، وسيدة نساء أهل الجنة؛ تقول ما رواه السيد أبو العباس الحسني | في حديث وفاة فاطمة - عليها أفضل الصلاة والسلام -، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن مسلم الكوفي، قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا محمد بن بهار الكوفي، عن عبد الرحيم، عن محمد بن علي الهاشمي، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: لما حضرت فاطمة الوفاة، قالت لعلي #: أتنفذ وصيتي وعهدي أو والله لأعهدنّ إلى غيرك - ثم سرد حديث الوصية - وهي معلومة عند الذرية الزكية.
  قال: فلما اشتدت علّتها اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار ذا صباح، فقلن: كيف أصبحت يا بنت رسول الله ÷ من علتك؟
  فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، شنيتهم بعد أن سبرتهم، ولفظتهم بعد أن عجمتهم(٢)، فقبحاً لفلول الحد، وخور(٣) القناة،
(١) وفي النهاية: هذا ولد رشدةٍ إذا كان لِنكاحٍ صحيح كما يقال في ضده ولد زنية، بالكسر فيهما، وروي عن الأزهري: أن الفتح أفصح اللغتين. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.
(٢) يقال عجمت العود إذا غضضته تنظر أصلب هو أم رخو. انتهى من نهاية، والمعنى: الاختبار.
(٣) خور، أي: ضعف.