كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث حول قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}]

صفحة 146 - الجزء 3

  ورابعها: اعتقاد ما قطعنا على أن علمه من قولهم $ في الصحابة ¤.

  ثم قال: والجواب عن هذه الجملة؛ أما قوله [أي الإمام في رسالة الدعوة]: جعلنا ورثة الكتاب؛ فقد قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ... الآية}⁣[فاطر: ٣٢]، فليت⁣(⁣١) شعري! من هو مخالف لكتاب الله، ولسنة رسول الله ÷ أيكون ظالماً أم لا؟

  والكلام⁣(⁣٢) عليه في ذلك: أنه ظن أن الظالم هاهنا هو العاصي، من فاسق أو كافر، وذلك ظن سوء على عادته في أهل بيت النبي ÷، بل الظالم لنفسه هو التارك لفضله، الناقص عما أهله الله له من رتبته.

  والمقتصد: فهو⁣(⁣٣) العالم بالحلال والحرام منهم $، الملازم لمنزله وتدريسه.

  والسابق: فهو المبرز في علمه، الفاتح لبابه، الناشر لرايته، الداعي إلى جهاد أعداء الله والحاكم بكتاب الله.

  وقد ذكرت الأنبياء $ نفوسهم بظلمها فقال سبحانه: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ٨٧}⁣[الأنبياء]، لما وقع من التقصير، فأخبر وهو الحكيم سبحانه بثواب الإنابة؛ فافهم إن كنت ممن يفهم، وقد قضى ظاهر الحال في أقوالك بأنك لا تفهم.

  ومن البليةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوِي ... عن جَهْلِه وخِطَابُ مَن لا يَفْهَمُ


(١) بداية كلام فقيه الخارقة في رسالته الأولى.

(٢) الكلام هنا للشيخ محيي الدين ¥.

(٣) هذا على كلام الكوفيين في زيادة الفاء في الخبر، وكثيراً ما يستعمله قدماء العترة، وقد استشهد لذلك بقوله:

وقائلةً خولانَ فانكح فتاتَهم ... [وأُكرومة الحيَّين خُلوٌ كما هيا]

وقوله:

أَرَواحٌ مُودَع أم بُكورُ ... أنت فانظر لأيِّ ذاكَ تَصيرُ

انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.