كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام لعلي بن الحسين (ع) في توحيد الله تعالى وعدله]

صفحة 154 - الجزء 3

  على ما أورده، وهو أهل لما قيل فيه من العلم، وإن كان معترفاً بفضل أهل البيت $ عليه، الوالد منهم والولد، وذلك ثابت فيما روينا من مكالمته للحرورية⁣(⁣١)، في الرواية التي بترها⁣(⁣٢) لما بين لهم التوحيد؛ فقالوا له: يا سيد بني هاشم، فقال ابن عباس: ذلك علي بن الحسين، والقصة مشهورة غير منكورة، ولو أغفلها الفقيه لشدة بغضه.

[كلام لعلي بن الحسين (ع) في توحيد الله تعالى وعدله]

  وأما ما ذكره أنه لا ينكر فضل علي وذريته $ وقوله: «وليس صاحبه من هذا في شيء».

  فالجواب: أن الشيخ –أيده الله تعالى - أراد من الفقيه أن يتنبه على استدلال أهل بيت النبوة $ فيسلك منهاجه، أو يسلم من أذيته من سلك منهاجهم، فلم يحصل ذلك؛ لأنه ذكر⁣(⁣٣) –رضوان الله عليه - في توحيد الله وعدله، حتى انتهى إلى قوله: (بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول تعتقد معرفته)، والفقيه ينفر عن أدلة العقول، ولا يتخذها إماماً.

  ثم جرى - رضوان الله عليه - في التوحيد إلى نهاية، ثم عقب بذكر العدل بدلالة العقل، ونفى الرؤية مع ذلك، فقال: (وبها تجلى صانعها للعقول، وبها احتجب من الرؤية، وإليه تحاكم الأمم، ومنها ثبت المعنى، ومنها انتظر الدليل، وبها عرف القرآن، وبالعقول يعرف التصديق، وبالإقرار مع العمل يعرف الإيمان) ثم قال بعد صدر من كلامه: (وصل معرفتها - يعني العقول - بفكرها، ثم أيدها بغيرها، ونبهها لنظرها) فأوضح بذلك أن النظر ينتج، وأن دلالة العقل


(١) الحرورية: فرقة من فرق الخوارج.

(٢) حيث لم يأت الفقيه منها إلا بهذه العبارة (يا نجدة إن من نصب نفسه للقياس، لم يزل الدهر في التباس).

(٣) أي علي بن الحسين. انتهى سماعاً عن الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.