[دعوى الفقيه أن كلام الإمام متدافع ويلزم منه التشبيه – والرد عليها]
  وقد روت فرقته التشبيه المحض فما طعنه ولا رده، وأفضل حالاته فيه أن يتأوله، فكل أذية منه فهي على رسول الله ÷، ولأنه قد سب بغير امتناع ولا توقف، وقد أخبر رسول الله ÷ أن من سب ذريته فقد كفر، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به: «ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا» فجمع الفقيه فائدتي الخبر، خالف فضل، وشتم فكفر، فلا يبعد الله إلا من ظلم.
  ثم اقتصر - في جواب صاحب الرسالة على إبانة فضله # كفضل قل هو الله أحد - على قوله: وهذا لا يلائم هذا؛ ثم عدل بعد ذلك إلى قوله: إنها من أفضل القرآن، ولم يقل: أفضل القرآن.
  فالجواب: أما فضل علي # على كافة الصحابة فقد بينا منه ما فيه كفاية، ولعلنا نزيده بياناً إن دعت الحاجة إليه.
  وأما فضل السورة على سائر القرآن فإنما يعلم بالسمع، فلو ورد بأنها أفضل القرآن لقلنا به، وقد بينا مواضع التشبيه في السورة لمن كان له نظر ودين من الوجوه الثلاثة الأولة.
  وأما إلزامه للإمامة على وجه يخرج الرسول ÷ منها فهي جهالة منه أو
= وقال النبي ÷ «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه محمد بن منصور المرادي عن أبي أيوب تمت. شمس الأخبار.
واخرجه أحمد والنسائي والضياء عن أُبي بن كعب تمت. جامع صغير.
وعنه ÷: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» اخرجه مالك وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد الخدري، والبخاري عن قتادة بن النعمان ومسلم عن أبي الدرداء وابن ماجه والترمذي عن أبي هريرة وابن ماجه والنسائي عن أبي أيوب وأحمد وابن ماجه عن أبي مسعود والطبراني عن ابن مسعود وعن معاذ، وأحمد عن أم كلثوم بنت عقبة والبزار عن جابر وأبو عبيد عن ابن عباس وبزيادة «وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن» اخرجه الطبراني والحاكم عن ابن عمر تمت. من الجامع الصغير للأسيوطي.