كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه: اعتقاد الإمام عكس اعتقاد الباطنية – والرد عليها]

صفحة 607 - الجزء 3

  فالجواب: أنا نتشرف بكون علي مولانا لأنا بذلك نمتثل أمر العزيز الحكيم لقوله سبحانه⁣(⁣١): {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة]، وهو # المراد بقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا} على ما قدمنا مفصلاً، وإن كان الفقيه أورد ذلك اللفظ تهزياً منه فإنا متجملون بكونه # مولانا، ولقد ورد في هذا المعنى من الأخبار عن النبي ÷ ما لو استقصيناه لطال به الجواب.

  مع أن كثيراً من الناس لا يزدادون عند البيان إلا خساراً، لخبث سرائرهم، وسوء ضمائرهم، ونشوئهم على بغضة عترة النبي ÷ وتربيتهم بين أهل الخمور وفاعلي الشرور؛ ثم يحملون ما ارتكبوه من القبائح على ربهم، وينزهون أنفسهم من ذنوبهم، ويصرفون أمر الخلافة بعد النبي ÷ إلى غيره.

  ويتجمّلون عند الظلمة والعامة من المجبرة القدرية بسب الذرية، ويعتلُّون أنهم لم يتبعوهم في هذه المذاهب الباطلة القدرية⁣(⁣٢) الغوية.

  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: وما عقب به من اللعن والأذية، فلقد⁣(⁣٣) كذب ولم يكن إلا هذا الإلزام، لكنه اشتد عليه لما أُلزمه⁣(⁣٤) الإمام».

  فالجواب: أن إلزام الإمام هو إلزام لجده محمد –عليه [وآله] الصلاة والسلام -؛ لأنه الذي نزل على يده القرآن، وهو الذي فسر الآية بما تقدم، ويحق


(١) قال ¦ في التعليق: ولقوله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه». ولأمرٍ مَا قال أبو أيوب الأنصاري لما وصل في قومه إلى علي # للجهاد معه: (السلام عليك يا مولانا) وقد مرّ ذكر من روى هذا على الكلام في خطبة الغدير في الجزء الأول.

(٢) قال ¦ في التعليق: لعله بدل من ضمير النصب في يتبعوهم.

(٣) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٤) لا يستقيم الكلام إلا بأن يكون (الزمه) مغير الصيغة والهاء فيه تعود إلى الإلزام، والإمام نائب الفاعل، فيصير المعنى هكذا: لكنه اشتد عليه أي على الشيخ محيي الدين لما أُلزمه أي إلزام الإمام؛ فتأمل. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.