كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تساؤلات وإلزامات من الإمام (ع)]

صفحة 164 - الجزء 4

  فَخَرَّجت من قولنا سبهم؛ لأنا قلنا الإمام علي # دون الجميع، وهو رأينا ورأي آبائنا $ وقد ذكرنا ذلك في الجزء الأول من كتابنا هذا، ولم تلزم نفسك مثل ذلك في التقديم على علي # لو قال لك خصمك: قد قدمت على علي، وذلك دليل على أنك تبغضه وتسبه، بم تنفصل عنه في الفرق بينك وبين ما ألزمت خصمك؟

  ثم أجمعنا وأجمعت معنا أن علياً # كان معاوية يلعنه ظاهراً، فتشككت في لعن معاوية لأجل تصريحه بلعن علي، وألزمتنا حكم سب الصحابة بالتخريج والتدريج، وأخرجتنا بذلك من الولاية، فساداتك الناصبون يعترفون بفضلك، وإن تأخرت عنهم ميلاداً، فكم من لاحق سبق، وسابق لحق، ولكن بئس المضمار لعمر الله مضمار سُبْقَتُهُ الجحيم، وغايته النار، ففي أي عقبة تتسنمون، وفي أي روض⁣(⁣١) تسيمون؛ إنما هو الصاب والديقان، والقشب المثمل، والهلاك المكمل⁣(⁣٢)، {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ٤٤}⁣[الرحمن].

  لو علمت من سببت وما احتقبت؛ لراعك ذلك، لقد ملأت فاك، فلقيك ما لقيك من لحم كان رسول الله ÷ شديد الدفاع عنه، والذب منه، حصنه بالوعيد ممن يخاف الوعيد، فأقدمت إقدام الباسل، ونسيت الآجل، أردت لئلا يقال مفحم، وأي مفازة تكون مما تكون فيه غداً إن شاء الله تعالى الأصم الأعجم.

  هلا رددت جواباً عليماً، ونطقت نطقاً حكيماً، فعددت من أهل ذلك، ولم تركب متون المهالك في سب من أمرت بتكريمه، ونقص من تعبدت بتعظيمه، إن شياها لمس رسول الله ÷ أذن أمها في البحرين فهو شرف لها إلى الآن


(١) أرض (نخ).

(٢) الصاب: الشجر المر. والديقان في مادته الفساد. والقَشْبُ: الخلط وسقي السم. والمثمل: السم المنقع. انتهى من القاموس معنى. (هامش نخ). [ولعل بدل (الديقان): الذيفان. قال في القاموس: الذَّيْفَانُ، ويُكْسَرُ ويُحَرَّكُ: السَّمُّ القاتِلُ، ولُغاتُها في ذَأفَ. اهـ وأما الديقان فلم أجدها في القاموس ووجدتها في تاج العروس قال فيه: الدِّيقانُ: أَثافِي القِدْرِ؛ نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ].