كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تاريخ وفاة الإمام المنصور بالله (ع) ومدة عمره]

صفحة 24 - الجزء 1

  الكرامات التي يكرّم الله بها أولياءه إلا الأشقياء الحسدة المحرومون، ولا غَرْوَ فقد أنكر معجزات جدّهم الجاحدون.

  وفي تعبٍ من يحسد الشمس ضوءها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب

  وما أحقّهم بقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ... الآية [النساء: ٥٤].

  وخصائص هذا الإمام، وشمائله العظام، وفضائله المنيرة الفجاج، وفواضله الوضيئة الديباج، وبلاغته الوهاجة السراج، وعلومه المتلاطمة الأمواج - عالية المنار، واضحة الأنوار، متجلِّية الشموس والأقمار، وفي سيرته الخاصة به وكتب السيرة العامة الكثير الطيّب، والغزير الصيّب.

  وقد أَوْضَحْتُ المهمّ من أحوال أئمَّةِ العِتْرَةِ وأوليائهم في كتاب التحف الفاطمية شرح الزلف الإماميّة - نفع الله بها - على سبيل الاختصار.

[تاريخ وفاة الإمام المنصور بالله (ع) ومدّة عمره]

  وقبضه الله تعالى إلى دار كرامته، ومستقرّ رحمته؛ يوم الخميس لاثني عشر يوماً من المحرّم، عام أربعة عشر وستمائة، وكان حال الوفاة بالمحلّ العظيم من الصبر، حتى فاضت نفسه الراضية المرضيّة وهو مُحْتَبٍ بثوبه وعُمُرُهُ اثنان وخمسون عاماً وثمانية أشهر واثنتان وعشرون ليلة بكوكبان.

  وسُمِعَ بظفار ليلة وفاته قائل يقول: يا أبا محمد أنتَ القمر الزاهر، وأنت الربيع الماطر، وأنت الأسد الخادر، وأنت البحر الزاخر، أنت من القمر نوره وضياؤه، ومن الثمر حسنه وبهاؤه، ومن الأسد بأسه ومضاؤه؛ ثم ورد عليهم الخبر بعد ذلك بموته #.

  روى ذلك الفقيه حسام الدين حميد الشهيد ¥ عن السلطان الفاضل الحسن بن إسماعيل | أحد السامعين لذلك، وقُبِرَ الإمام أولاً بكوكبان، ثم نقل إلى بكُر، ثم إلى ظفار في السنة الرابعة من وفاته؛ فمشهده فيها مشهور مزور،