كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إيراد بعض فضائل أمير المؤمنين علي # مسندة]

صفحة 327 - الجزء 4

  بكفه ويمسح به علياً # ويمسح وجه علي # بكفه فيمسح وجه نفسه، فقال له علي #: يا رسول الله لقد صنعت بي اليوم شيئاً ما صنعته بي قط، فقال له رسول الله ÷: «ما يمنعني وأنت وصيي وخليفتي، والذي تبين لهم الذي يختلفون فيه من بعدي، وتسمعهم صوتي».

  وبهذا الإسناد يبلغ به الحارث بن الخزرج الأنصاري صاحب راية الأنصار، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول لعلي #: «لا يتقدمك بعدي إلا كافر، ولا يتخلفك بعدي إلا كافر، فإن أهل السماوات يسمونك أمير المؤمنين»⁣(⁣١).

  وبهذا الإسناد يبلغ به ابن عباس أن رسول الله ÷ تزوج زينب بنت جحش ثم تحول إلى بيت أم سلمة، فلما تعالى النهار انتهى علي إلى الباب، فدقه دقاً خفيفاً عرف رسول الله ÷ دقه فقال: «يا أم سلمة قومي فافتحي له الباب؛ فإن بالباب رجلاً ليس بالخرق⁣(⁣٢) ولا بالنزق⁣(⁣٣) ولا بالعجل في أمره، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فقامت ففتحت فدخل علي # فقال: «يا أم سلمة هو علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمة اسمعي واشهدي: عليٌّ أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وعيبة علمي، وباب الدين، والوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة في الأحياء من أمتي، أخي في الدنيا، وقريني في الآخرة، ومعي في السنام الأعلى، اشهدي يا أم سلمة أنه قاتل الناكثين


(١) قال ¥ في التعليق: ورواه أبو العباس الحسني # يبلغ به الحارث بن الخزرج. وقد مر ما يشهد له من حديث أبي ذر: «من ناصب علياً الخلافة بعدي فهو كافر» [مناقب ابن المغازلي (ص ٤٨) رقم (٦٨) وفيه [وقد حارب الله ورسوله، ومن شك في علي فهو كافر]]، وكذا الحديث الذي رواه الحاكم، وفيه «[فكأنما] [في الأصل (كمن)، انظر ما رواه الحاكم فيما تقدم] جحد نبوتي».

(٢) الخُرق بالضم: الجهل والحمق. النهاية (٢/ ٢٦).

(٣) النزق: خفة في كل أمر وعجلة في جهل وحمق. ابن سيدة النزق: الخفة والطيش. اللسان (١٠/ ٣٥٢).