كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[شجاعة الإمام علي (ع)]

صفحة 524 - الجزء 4

  وقد روينا من طريق أخرى وفيه زيادة ونقصان وهو كما ترى جمع الحلم والعلم، والقدم في الإسلام والعلم يجمع فضائل جمة، وقد علم الله أنه أعلمهم.

  وحديث: «علي أقضاكم» يقرب من هذا؛ لأن القاضي لا بد وأن يكون عالماً بأصول الدين وفروعه، وخطاب الحكيم وأنواعه وأحكامه، وذلك يتضمن فروع الفقه وأصوله، ومسموع العلم ومعقوله؛ فصح بهذا أنه أعلم الجميع.

  وكذلك حديث الباب: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وروى قاضي القضاة أبو الحسن عبدالجبار بن أحمد في خبر فيه بعض الطول بإسناده أن النبي ÷ قال في علي: «هو عيبة علمي؛ فلو أن رجلاً عبد الله ألف سنة حتى يكون - أو صار - كالحنايا، وصام حتى صار كالأوتار، وعبد الله بين الركن والمقام، ثم لقي الله وفي قلبه بغض علي لكبه الله على منخريه في النار».

  ومنها: حديث المحبة، وحديث الطير، وحديث اللواء، وأن علي بن أبي طالب # أول من يدخل الجنة؛ قيل: يا رسول الله أَفَلَسْتَ أول من يدخلها؟ قال: «أوليس علي يحمل لوائي وصاحب اللواء يكون في الأول».

[شجاعة الإمام علي (ع)]

  ثم الجهاد في سبيل الله فلم يبلغ أحد في ذلك مبلغه، وكان أشجع فارس وراجل من أصحاب رسول الله ÷ وختم له بالشهادة، وقاتله كعاقر ناقة ثمود، رويناه مسنداً.

  وكان فيه ألف جرح في سبيل الله، وقاتل أحداث قريش في صغره، فكان


= وأبي ذر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي ايوب الأنصاري، وأبي بردة، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وسلمان الفارسي، وأبي رافع، وأم سلمة، وعائشة، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعمران بن الحصين، وأبي ليلى الأنصاري، وجرير البجلي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وسلمة بن الأكوع، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن أحجم الخزاعي، وعامر بن سعد، وغيرهم.

ولن يكون حبه إيمان، وبغضه نفاق إلا والحق معه. انتهى، الحمد لله.