[ذكر الأزلية]
  له: أمؤمن أنت؟ قال: إن شاء الله، فإذا سُئل عن مسألة روى فيها أقاويل السلف، فإذا قيل: بأيها تأخذ؟ وقف، فإذا قيل: قتادة، قال: قدري، وإذا قيل: جابر، قال: رافضي، وأنشأ بعضهم فيه:
  ولابن معين في الرجال مقالة ... سيُسأل عنها والمليك شهيد
  فإن يك صدقاً فالمقالة غِيْبَةٌ ... وإن يك كذباً فالعذاب شديد
  وحكى أيضاً، قال: كان بنيسابور شيخ يقال له: أبو علي الحافظ، فمرض فعاده القاسم الزجاجي وهو قاضي نيسابور، فأخرج كتاب وصيته أشهده عليه، فلما قرأه قال: أيها الشيخ قد أوصيت لابنتك وهذا لا يجوز، فقال: اشهد فإنا لا نقول بقياسكم وإنما نأخذ بالحديث، فقال القاضي: ليس هذا بقياس، ولكن رسول الله ÷ يقول: «لا وصية لوارث» فقال: هذا الحديث مسموع بكذا وكذا إسناداً، ولكن لم أعرف أن الوصية للبنت لا تجوز.
  ويروون في كل باب من الجبر والتشبيه وغيرهما أحاديث متضادة ويسمون أصحاب الظاهر.
[ذكر الأزلية]
  ومن الفرق الضالة التي ليست مشهورة فرقة يقال لهم الأزلية، كان رئيسهم يقال له: أبو حاضر، زعم أن الخلق كلهم لم يزل كانوا مع الله، وكما أنه لم يزل يعلمهم كذلك يبصرهم، ويقولون: إن الله تعالى يعادي المؤمن في حال إيمانه إذا علم أنه يكفر ويسميه كافراً، ويوالي الكافر إذا علم أنه يؤمن ويسميه مؤمناً.
[ذكر البدعية]
  ومن الفرق الشاذة البِدْعِيَّةُ: يزعمون أن الصلاة ثلاث لا توقيت لها بركعة أو ركعتين، ويقرون بالنبي ÷ ويدينون بالحج في السنة(١)، ويكفرون مَنْ
(١) لفظ المعراج: في كل السنة. انتهى.