كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام إبراهيم بن الوليد]

صفحة 510 - الجزء 1

[ذكر أيام إبراهيم بن الوليد]

  ثم قام بعده إبراهيم بن الوليد وكان في عداد ضعاف النسوان لا يحلي ولا يُمِرّ، تارة يدعى بالخلافة، وتارة بالإمارة، وتارة بغير ذلك، بويع له في شهر ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائة، ثم خلع نفسه وسلّم الأمر إلى مروان بن محمد الجعدي، وبايعه في صفر سنة سبع وعشرين ومائة، فكانت ولايته شهرين وعشرة أيام.


=

[كلام الدامغاني في مَنْ وضع مذهب الإمامية]

قال الدامغاني في رسالته في شأن الإمامية ما لفظه: فمنها أن كتب أهل المقالات اتفقوا أنهم لم يأخذوا مذهبهم عن أئمتهم، ولا عن الثقات، وإنما هو موضوع وضعه المنصور أبو الدوانيق؛ لأنه لايزال يخرج عليه قائم منهم بالخلافة، فأعمل الحيلة ورأى جماعة من الشيعة تنكر قيام القائم بالإمامة، وتعتقد أن إمامها منصوص عليه، وأنه غائب، وهم الكيسانية، فلاحت له الحيلة وبعث إلى الأقطار التي يظن أن فيها من جُهَّال الشيعة من تطرو عليه الشبهة، وأمر ببث هذا المذهب فيهم، وصنع لهم نسخة، وجعلها مع بعض أتباعه، وأمرهم بإظهار التشيع وإلقائها إلى جُهَّال الشيعة، ومضمون مافي النسخة:

إن بني إسرائيل كان لهم اثنا عشر نقيباً، وبعد عيسى اثنا عشر في أمته، وأن جبريل أتى بلوح فيه أسماء الخلفاء على الإمامة، وأنهم اثنا عشر بعد محمد ÷، فقد مضى منهم خمسة إلى جعفر الصادق، وهذا جعفر سادسهم؛ لما علم أن جعفراً متزهد، وستة الباقون من ولده.

فاعتقد الجهال منهم ذلك المذهب، ولما سمع به جعفر الصادق أنكر ذلك على الشيعة، فأبوا وقالوا: إن جعفر ينكر علينا تقية على نفسه، فاستمروا على ذلك، وكل من ادعى الخلافة بعد هذا يكونون أعدى الأعداء له، وأحرص الناس على إتلافه، وأخذل الناس له لاعتقادهم أن النص في غيره، وحصل بذلك مراد أبي الدوانيق. انتهى

وقال الحاكم في السفينة: وعن بشير النبال، قال: كنت جالساً عند الصادق #، فقلت: إني تركت فلاناً في الطواف يتبرأ من عمك، فقال: أنت سمعته ثلاثاً، فقال: نعم فطلع الرجل، فقال له جعفر: أنت تبرأ من عمي؟ قال: أو ليس قد سبق الإمام؟ فقال له جعفر: بريء الله منك، بريء الله منك، إن نتبع إلا أثر عمي زيد، إن علم عمي لينهال انهيال الكثيب ما نظر أحد إلى عمي شامتاً إلا كفر، أو كان كافراً.

وقال فيها أيضاً: عن جابر عن أبي جعفر قال: ليس منا إمام مفترض طاعته من أرخى عليه ستوره، والناس يظلمون خلف بابه، إنما الإمام المفترض طاعته منا من شهر سيفه، ودعا إلى طاعة ربه، انتهى من شرح الأساس للسيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي |، وكتبه حسن بن حسين الحوثي سامحه الله تاريخه: شهر الحجة / سنة ١٣٥٢ هـ.