كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أسئلة الإمام (ع) التي امتحن بها فقيه الخارقة]

صفحة 53 - الجزء 1

  ٧٥ - وإن كنا نعلم أن سؤال أهل العلم عن هذا لا ينبغي؛ إذ علم الأدب منشور في الآفاق، وقد علمه الأعالي والأسافل، ولكن حمله الأعالي حمل مثله واضطلعوا بنقله، وخرق لأجله الأسافل، فساووا بين الفرائض والنوافل، وكذلك من دخل في شيء كبر عنه، فلا بد أن يحدث فيه حالة تغيره، إلا أنها تفاضل في القبح والشناعة، على قدر قلة العقل وكثرته، وقَلَّ من ينكر فضل الفضلاء من أهل العلم والشرف إلا أهل الأصول الدنية، والفكر الردية، بل ربما أثنى العدو على عدوه من أهل الشرف؛ حراسة لشرفه أن يضاف إليه أنه ظلم عدوه ما يستحقه من النصفة، وربما حمل ما وجد من خلل على أجمل الوجوه وأحسنها.

  وقد أوضحنا لك أنك عبت أمرين: أحدهما ليس منّا، والآخر أخطأت فيه، ولكن السؤال عن مثل هذا أجمل من قولك: لم كتبتم هذا بالياء؟ ولم جاء هذا بالألف؟ وهو لا يدري من الكاتب، والأولى بل هو المعلوم بين أهل الشرف والرفعة حمل أمور أمثالهم ونظرائهم على الإصابة، إلا ما تبين فيه الخطأ، وصح أن الخصم أورده على تلك الصورة، دون الأمور المحتملة.

  وكذا لما ذكر البرد المرحل، ترقى وتسهل، وقصر وطول، وقال: وجد الحاء معجمة بنقط الجيم، كان الأولى أن يضيف الجهل إلى كاتب الرسالة؛ فما يلزم المصنف من ذلك، أو أنه سها عن ذلك؛ فمثله يتفق، ولا ينكر ذلك أحد من أهل العلم والأدب، ولقد هممنا أن نسأله عن أنواع الثياب كم هي، وما فيها منسوب وغير منسوب، وإلام تنسب، وكم أنواع النسب فيها، وكم يكنى منها، وما صفة كل جنس وكل نوع؟!

  ٧٦ - وهل فيها مرجل بالجيم⁣(⁣١) فإن كان فما هو؟ أو مراجل فالسؤال بحاله؛ فإن عرفت ذلك فغير بديع؛ لأنه ليس تحدي صاحب المعجز # وعلى آله


(١) قال ¦ في التعليق: بالحاء المهملة، مرطٌ مُرَحَّل: إزار خزٍ فيه عَلَم. تمت صحاح.

قال القاضي عياض اليحصبي: وقد روى بعضهم مُرَجَّل بالجيم أي فيه تصاوير المراجل، وهي القدور. تمت إقبال.