كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر ما جاء من الآثار في موضع فخ]

صفحة 561 - الجزء 1

  ناولني الإداوة والركوة؛ فتوضأ وصلى ثم ركب؛ فقلت له: جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئاً، أفهو من مناسك الحج؟

  قال: لا، ولكن يُقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحُهم أجسادَهم إلى الجنة.

  وقال: حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني الحسين بن الحكم، قال: حدثني الحسن بن الحسين، عن الحكم بن جامع، عن موسى بن عبدالله بن حسن، قال: حججت مع أبي فلما انتهينا إلى فخّ أناخ محمد بن عبدالله بعيره، فقال لي أبي: قل له يثير بعيره، فقلت له: فأثاره، فقلت لأبي: يا أبه لم كرهت له هذا؟ قال: إنه يقتل في هذا الموضع رجل من أهل بيتي يتعادى عليه الحجاج فنفست به أن يكون هو.

  ثم لنرجع إلى القصة الأولى، لما فرغ بنو العباس من أهل فخ:

  أخبرني جدي عمّ أبي سليمان بن القاسم⁣(⁣١) وكان من عباد الله الصالحين أن ذلك الجيش اسودت وجوههم قاطبة، وكانوا يعرفون من بين الناس، فيقال: هذا من الجيش الذين قتلوا الفخي.

  وروى أبو الفرج في كتابه، قال: حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: قال أحمد بن الحارث، عن عمرو بن خلف الباهلي، عن بعض الطالبيين، قال: لما قُتِل أصحاب فخ جلس موسى بن عيسى بالمدينة، وأمر الناس بالرفعة على آل أبي طالب، فجعل الناس يترفعون عليهم، حتى لم يبق أحد؛ فقال: بقي أحد؟ قيل له: موسى بن عبدالله، وأقبل موسى على أثر ذلك وعليه مدرعة وإزار غليظ وفي رجليه نعلان من جلود الإبل، وهو أشعث أغبر، حتى قعد في طرف الناس ولم يسلّم عليه، وإلى جنبه السري بن عبدالله من ولد الحارث بن عبد المطلب، فقال


(١) بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم. تمت عن الحدائق.