[كلام فقيه الخارقة في فضائل الصحابة وتقديمهم على أهل البيت والرد على ذلك]
وأما ما روي في الحديث(١): «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»(٢)
(١) هذا تأويل من الإمام مجاراة للخصم على فرض الصحة، وإلا فالخبر غير صحيح، قال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: فأما ما روي مرفوعاً: أصحابي كالنجوم ... إلخ؛ فهو ضعيف، قاله ابن كثير الشافعي، وقال: رواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه قال ابن معين: هو كذاب، وقال السعدي: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: حديثه متروك، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال أبو داود: ضعيف وأبوه ضعيف.
وقد روي هذا الحديث من غير طريق، ولا يصح شيء منها ذكر ذلك كله ابن كثير الشافعي في كلامه على أحاديث المنتهى، وقال ابن حجر في التلخيص: حديث أصحابي كالنجوم ... إلخ، رواه عبد بن حميد في مسنده من طريق حمزة النصيبيني عن نافع عن ابن عمر، قال: وحمزة ضعيف.
وقال الذهبي في الميزان: رواياته موضوعة، وقال ابن حجر في التلخيص: ورواه الدارقطني في غرائب مالك من طريق حميد بن زيد عن مالك عن جعفر بن محمد عن جابر، وحميد لا يعرف، قال: ولا أصل له من حديث مالك ولا من فوقه؛ وذكره البزار من رواية عبد الرحيم بن زيد، قال: وعبد الرحيم كذاب.
قال الذهبي في الميزان في عبد الرحيم هذا: قال البخاري: تركوه، وقال يحيى بن معين: كذاب، وقال مرة: ليس بشيء، وقال الجوزجاني: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ترك حديثه، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال أبو داود: ضعيف، وقال ابن حجر: ومن حديث أنس وإسناده واهٍ.
قال: ورواه القضاعي في مسند الشهاب له من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: وفي إسناده جعفر بن عبد الواحد قال في الميزان: هذا الحديث من بلاياه.
قلت: وقال في الميزان في ترجمة جعفر هذا: قال الدارقطني: يضع الحديث، قال: وقال أبو زرعة: يضع أحاديث لا أصل لها، قال: وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويأتي بالمناكير عن الثقات.
قال ابن حجر: ورواه أبو ذر الهروي في كتاب السنة من حديث مندل عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم منقطعاً، قال: وهو في غاية الضعف.
قلت: وضعفه أحمد، ولينه أبو زرعة، قال ابن عدي: الضحاك بن مزاحم إنما عرف بالتفسير، قال ابن حجر: وقال أبو بكر البزار: هذا الكلام يعني حديث أصحابي كالنجوم لا يصح عن النبي، قال: وقال ابن حزم: هذا خبر مكذوب موضوع باطل.
انتهى من إملاء الإمام القاسم بن محمد #، انتهى من تخريج الشافي للمولى العلامة نجم العترة الحسن بن الحسين الحوثي أيده الله آمين. مع تصرف يسير غير مخل.
(٢) قال ¦ في التخريج: أقول هذا تأويل من الإمام # لحديث: «أصحابي ... إلخ» على فرض صحته، وإلا فإنه بعيد سيما إذا حمل على عموم أصحابه ÷، فإن البعض منهم منشأ كل ضلالة وفتنة، فيحمل على أنه يقتدى بمن استقام منهم ولم يغير، ولم يفارق علياً بابَ حطة الذي من تمسك به لن يضل، كما في حديث زيد بن أرقم، وأنس وغير ذلك.