كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حديث الأسباط]

صفحة 187 - الجزء 2

  حجة الله على خلقه، وخزنة علمه، وورثة كتابه، وولاة أمره، وأنهم في هذه الأمة بمنزلة الأسباط في الأمم التي كانت فيها الأسباط، وقد ذكر الفقيه أنها لا تقبل شهادتهم لأنفسهم، وشهادة الحق مقبولة عند المحققين غير أن شاهدهم الرسول ÷ - ومن شهد له بالعدالة عدل - في حديث الثقلين، وفي حديث: «قدموهم ولا تقدموهم» وأمر بأخذ العلم عنا، وقد ثبت أن علم أصحابك لا يجوز تعلمه لما ورد من النهي عن الزمر والغناء والعيدان والكوبان⁣(⁣١) والعرطبة⁣(⁣٢)، وهذا الذي فاقوا فيه أهل زمانهم.

  فأما كتب العلم والأصول والفروع فلم يؤثر عنهم ذلك كما أثر عن الذرية الطاهرة $ وغير ذلك، ولا يجوز تعليم ذلك، ونحن فرقتان نحن وبنو العباس، وقد وجب الرجوع للكل إلى أهل البيت $ فمتى بطل الرجوع إلى علمهم وجب الرجوع إلى علمنا، وإلا سقط وجوب اتباع الجميع، وذلك يخرج الآثار عن كونها من الله سبحانه وتعالى.

  وعلى أنا قد أجمعنا نحن وبنو العباس على إمامة علي بن موسى الرضا # ولم نختلف في ذلك نحن ولا هم بل المأمون أول من بايعه ثم ولده، ثم العباسيون، ثم العلويون، ثم الهاشميون، ثم الناس على طبقاتهم؛ فقد صار إماماً للكل، وأظهر الله دينه كما قال الشاعر:

  ألم تر أن الله أظهر دينه ... فصلت بنو العباس خلف بني علي

[حديث الأسباط]

  ونحن نروي للفقيه - أبقاه الله تعالى! - ما أخبرنا الفقيه الموفق المكين معين الدين عبدالله بن عيسى الخزاعي الثلاث المجلدات في أنساب الطالبيين الغنائمية


(١) الكوب بالضم: كوز لا عروة له، والكوبة: النرد أو الشطرنج والطبل الصغير. تمت.

(٢) بفتح العين: العود أو الطنبور أو الطبل أو طبل.