[أخبار نبوية في فضائل أهل البيت (ع) واعتراض فقيه الخارقة عليها]
  وكذلك من طريق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # قال: قال رسول الله ÷: «لا نالت شفاعتي من لم يخلفني في عترتي» ... إلى آخر ما ذكر من هذا القبيل مما يقتضي التورع عن أعراضهم، والقيام بما يلزم من تعظيمهم.
  فقال في جواب ذلك: «فأقول وبالله التوفيق: لقد طوّل هذا الرجل في ذكر آل محمد ÷ تطويلاً كثيراً، ولم يفهم المعنى، وظن أنا نسلم له محبة أهل البيت بمجرد الدعوى، وأوهم أن محبة آل محمد باقية مع مخالفتهم واعتقادهم، وترك أفعالهم، ونبذ أقوالهم، وأن من كان منهم تجب محبته وإن كان مخالفاً لخاتم النبيين، معتمداً على صدق(١) الحق اليقين، والله تعالى يقول: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٢٦}[الحديد]، وقال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ١١٣}[الصافات]».
  ثم قال في آخر كلامه: «وسنذكر هاهنا ما تدعو الحاجة إليه؛ فنقول: لو كانت محبة آل النبي ÷ إنما وجبت لأجل القرابة فقط لوجبت علينا محبة أبي طالب وأبي لهب وعبدالله بن عبد المطلب وأمثالهم؛ لأن هؤلاء أقرب إلى النبي ÷ من غيرهم(٢)، ولا قائل بهذا؛ فلما بين النبي ÷ أنما أولياؤه المتقون، وفضل من آثر متابعته واعتقد اعتقاده وبذل نفسه على إعزاز دينه من الموالي على الأشراف، وعَلِم الفرق بين الأمرين من كان من أهل الإنصاف، ويدلك على هذا قول النبي ÷: «الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان» فانظر إلى
(١) كذا في الأصل، ولعله بلا قاف أو بالمهملة والفاء، والله أعلم. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) قال ¦ في التعليق: كيف يكون الأب والعم أقرب من الولد؟ هل هذا إلاَّ جهل بمعنى العَصَبَة. كأن الفقيه اعتبر أن أولاد البنت من ذوي الأرحام، والأعمام عَصَبَة، ولم ينظر إلى ما أتى به الشرع من أن أولاد علي # عصبة النبيء ÷. تمت.